في تأكيد رقمي على قوة الانضباط المدرسي في السعودية، كشفت الهيئة العامة للإحصاء عن نتائج ميدانية صادمة لمن يعتقد بانتشار ظاهرة الغياب بين الطلاب، إذ أظهرت أن 74% من الطلاب لم يتغيبوا إطلاقًا أو غابوا بشكل نادر لا يتجاوز ثلاث مرات خلال عام دراسي كامل، بينما بقيت نسب الغياب المزمن في أدنى مستوياتها.

وأوضحت الهيئة أن الفئات العمرية بين 8 إلى 19 عامًا أظهرت التزامًا لافتًا، حيث سجلت الفئة من 8 إلى 14 سنة نسبة انضباط بلغت 73%، بينما ارتفعت النسبة إلى 74.1% للفئة من 15 إلى 19 سنة، ما يدل على أن الالتزام لا يضعف مع التقدم في العمر الدراسي، بل يزداد رسوخًا.

أما عن الغياب المزمن، والذي يُعد مؤشراً خطيراً عند تجاوزه 18 يومًا في عام دراسي مكوّن من 180 يومًا، فقد جاءت الأرقام مطمئنة؛ إذ بيّنت الإحصاءات أن أكثر من 95% من الطلاب لم يصلوا إلى هذه المرحلة، مما يشير إلى فاعلية الرقابة المدرسية ودور الأسرة في تحفيز الحضور.

هذه النتائج تعكس نجاح الشراكة بين البيت والمدرسة في ترسيخ ثقافة الانضباط، وتكذّب ما يُشاع من تقارير غير دقيقة حول تدني الالتزام بالحضور المدرسي، لتثبت أن طلاب المملكة يدافعون عن سلوكهم بالأرقام لا بالكلام.

يُذكر أن الهيئة العامة للإحصاء، التي تأسست بأمر سامٍ في عام 1436هـ، تُعد المرجع الوطني الأول للبيانات الموثوقة، وتحرص على تقديم إحصاءات دقيقة تعزز من وعي المجتمع وتدعم صُنّاع القرار والسياسات التعليمية المستندة إلى الحقائق لا الانطباعات.