الثلاثاء 20 مايو 2025 03:56 مـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
×

ميجا تسونامي يهدد أمريكا: موجة عملاقة قد تدمر مدنًا ساحلية بالكامل

الثلاثاء 20 مايو 2025 02:13 مـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
تسونامي
تسونامي

تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة من احتمال وقوع "ميجا تسونامي" يضرب السواحل ويخلّف دمارًا واسع النطاق، في كارثة طبيعية قد تكون غير مسبوقة في العصر الحديث، هذا النوع من التسونامي لا يشبه الموجات العادية الناتجة عن الزلازل البحرية، بل يتولد عن انهيارات أرضية أو انفجارات بركانية ضخمة، ما يجعله أكثر عنفًا وتهديدًا لحياة الملايين.

يحذر علماء الجيولوجيا من عدة سيناريوهات كارثية قد تطلق موجات عملاقة تعبر المحيطات خلال ساعات، خصوصًا أن بعض المناطق الأمريكية تقع قرب بؤر جيولوجية نشطة، ومن أبرزها احتمال انهيار الجانب الغربي من بركان "كومبر فييخا" في جزر الكناري، والذي قد يؤدي إلى تسونامي عابر للأطلسي يصل إلى الساحل الشرقي الأمريكي خلال ساعات، مهددًا مدنًا مثل ميامي ونيويورك وبوسطن بموجات قد يصل ارتفاعها إلى 150 قدمًا.

ولا تعد هذه السيناريوهات مجرد نظريات، إذ أن التاريخ يحمل أمثلة حقيقية على مثل هذه الكوارث، منها موجة "الميجا تسونامي" التي ضربت خليج ليتويا في ألاسكا عام 1958 نتيجة لانهيار أرضي هائل أعقب زلزالًا تحت البحر، وتسببت بموجة ارتفاعها 1,719 قدمًا، الانهيار حينها أسقط نحو 90 مليون طن من الصخور في مياه الخليج، ما أطلق موجة اقتلعت الأشجار وجرفت كل شيء في طريقها.

وتتكرر المخاوف ذاتها في جزر هاواي، التي تُعتبر بيئة مثالية لانزلاقات بركانية قد تنتج عنها موجات هائلة، فبركانا كيلاويا وماونا لوا، المعروفان بنشاطهما، يشكلان تهديدًا حقيقيًا، خاصة أن الدراسات تشير إلى أن موجة تسونامي ضربت الجزيرة قبل أكثر من 100 ألف عام بارتفاع اقترب من 1000 قدم، ومع ازدياد النشاط البركاني مؤخرًا، تتصاعد المخاوف من تكرار الكارثة.

أما الساحل الغربي لأمريكا، فيقع تحت تهديد مباشر من صدع كاسكاديا الزلزالي، وهو من أكثر المناطق عرضة لزلازل ضخمة قد تصل إلى 9 درجات على مقياس ريختر، وسبق لهذا الصدع أن تسبب في زلزال ضخم عام 1700، أطلق موجات تسونامي دمرت قرى بكاملها، وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود احتمال بنسبة 37% لوقوع زلزال مماثل خلال العقود القادمة، ما قد يعيد المشهد المأساوي في مدن مثل سان فرانسيسكو وسياتل وبورتلاند.

في مواجهة هذا الخطر المحتمل، يؤكد الخبراء ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتدريب على خطط الإخلاء السريع، إذ أن الميجا تسونامي قد يصل إلى الشاطئ خلال دقائق فقط من لحظة الانهيار، ويشدد العلماء على أن هذه التهديدات الجيولوجية لم تعد مجرد احتمالات علمية، بل هي سيناريوهات قابلة للتحقق في أي لحظة، تستدعي استعدادًا جديًا من الحكومات والمجتمعات.