”الحياة الثانية”.. كتاب جديد يكشف صدمة الأمومة وسط فوضى العصر الرقمي

في إصدار أدبي جديد ومختلف، أطلقت الكاتبة الأمريكية أماندا هيس كتابها "الحياة الثانية: إنجاب طفل في العصر الرقمي"، والذي يسلّط الضوء على تجربة الأمومة المعاصرة في ظل طوفان الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، الكتاب لا يقدّم نصائح تقليدية، بل ينقل للقارئ مشاعر القلق والارتباك والذهول التي عاشتها الكاتبة خلال حملها وولادتها في عالم مشبع بالخوارزميات والمعلومات المتضاربة.
الكتاب الجديد "الحياة الثانية" يُعتبر توثيقًا شخصيًا جريئًا لتجربة الأمومة الرقمية، حيث تُحلل هيس علاقتها المتشابكة مع وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الحمل والجينات، وتصف الكاتبة كيف تحوّلت هذه الوسائل من أدوات للمساعدة إلى مصادر توتر وخوف، خصوصًا بعد اكتشافها خللًا في الأشعة الخاصة بجنينها، لتقودها عمليات البحث الإلكتروني إلى دوامة من القلق والأساطير والمعلومات الخاطئة.
حاز الكتاب على إشادة واسعة من النقاد، وضمّته مجلة "تايم" إلى قائمتها لأفضل كتب شهر مايو 2025، معتبرة إياه سردًا مؤثرًا وواقعيًا يكشف هشاشة الإنسان أمام الذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية، خصوصًا في أكثر فترات حياته حساسية وهي تجربة الأمومة، ويمزج الكتاب بين الطرافة والسخرية والحزن، ويكشف عن التأثير العميق للرقمنة على القرارات الصحية والنفسية للآباء الجدد.
تستخدم أماندا هيس في "الحياة الثانية" أدوات الصحافة السردية لتأخذ القرّاء في جولة داخل عالم الأبوة والأمومة الرقمي، بدءًا من تطبيقات متابعة الخصوبة وصولًا إلى مجموعات فيسبوك لأمهات يواجهن حالات طبية نادرة، وتُبرز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُصبح سيفًا ذا حدين حين تمتزج بالمشاعر والقرارات المصيرية.
في قلب الكتاب تظهر تساؤلات وجودية حقيقية: هل نعيش فعلًا الحياة التي نختارها أم تلك التي تفرضها علينا التكنولوجيا؟ كيف يواجه جيل الأمهات الحديثات فكرة "الولادة الحرة" وتأثير منصات التواصل على القرارات الطبية؟ وهل نحن فعليًا نتحكّم بهذه التطبيقات، أم أنها تُشكّلنا؟ هذه الأسئلة تجعل "الحياة الثانية" أكثر من مجرد مذكرات أم حديثة، بل مرآة للمجتمع الرقمي الذي نعيش فيه.