بعد أيام من البحث في صحراء الشرقية.. ما هي قصة مفقود ”أم عشر”؟

أشعلت حادثة وفاة مفقود "أم عشر" تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل في السعودية، بعدما أعلنت الجهات المختصة العثور عليه متوفيًا في منطقة نائية، عقب أيام من البحث المكثف، ما أثار مشاعر الحزن بين المواطنين الذين تابعوا تفاصيل الواقعة لحظة بلحظة.
باشر فريق "إنجاد" للبحث والإنقاذ عملية تمشيط ميداني في صحراء المنطقة الشرقية بعد تلقي بلاغ يُفيد بانقطاع الاتصال مع رجل خرج بمفرده إلى موقع صحراوي قرب مركز "أم عشر" ليُطلق الفريق عمليات رصد دقيقة وسط ظروف طبيعية صعبة ومساحات شاسعة لا تحتوي على مؤشرات مرئية واضحة.
وأفادت مصادر ميدانية أن الفقيد اضطر إلى مغادرة مركبته بعد أن تعطلت بشكل مفاجئ، ما دفعه إلى مواصلة السير بحثًا عن النجدة، فيما واجه الفريق تحديات متعددة تتعلق بالتضاريس المعقدة وانخفاض مدى الرؤية، ما صعّب من عملية التتبع.
ورصد أحد أعضاء الفريق، وهو المتطوع سلطان بن علي المطيري، موقع السيارة في منطقة معزولة بعد بحث وصف بالشاق، إلا أن المؤشرات لم تُظهر وجود المفقود بجانبها، ما استدعى توسيع نطاق التمشيط ليشمل محيطًا أوسع امتد لعدة كيلومترات.
وفي وقت لاحق، تمكن عضو آخر بالفريق، سليمان بن إبراهيم العتيق، من تحديد موقع الجثمان على مسافة بعيدة من المركبة، ليتم تأكيد وفاته في موقع ناءٍ وسط الرمال، في ظروف تشير إلى تعرّضه للإجهاد الشديد والعطش.
وأعلن الفريق خبر الوفاة برسالة مؤثرة عبر منصاته، حيث جاء فيها: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. تم العثور على المفقود متوفى على يد فارسنا سليمان بن إبراهيم العتيق.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولذويه الصبر والثبات"، مع توجيه الشكر لأعضاء الفريق الذين شاركوا في الجهود التطوعية بلا كلل.
وانتشرت مشاعر الحزن على نطاق واسع بين السعوديين، الذين تابعوا القضية منذ لحظة الإعلان عن فقدانه، وتداولوا صورًا ومقاطع تعكس حجم التعاطف الشعبي، مطالبين بزيادة دعم جهود الإنقاذ في المناطق الصحراوية وتزويدها بإمكانات تقنية أعلى لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.