• الرئيسية
• الرياضة

أثار الأداء الباهت الذي قدمه المنتخب المغربي أمام بنين في اللقاء الودي الأخير تساؤلات جديدة حول مصير الناخب الوطني وليد الركراكي، رغم تحقيق الفوز بهدف دون رد، إذ لم يهدئ هذا الانتصار من حدة الانتقادات التي طالت الفريق والمدرب على حد سواء.

ورغم فوزه في مباراتين متتاليتين على تونس وبنين خلال التوقف الدولي الأخير، لم ينجح المنتخب في إقناع جمهوره، إذ ظهر بمستوى أقل بكثير من التوقعات، خاصة في المباراة الثانية التي أقيمت يوم الإثنين 9 يونيو 2025 على أرض ملعب فاس الكبير، ما زاد من الضغط الجماهيري قبل انطلاق كأس إفريقيا التي تستضيفها المملكة مطلع العام المقبل.

هاجم الشارع الرياضي المحلي بشدة أداء المنتخب، ووجه سهام الانتقاد نحو الجوانب التكتيكية والبدنية، حيث عبّر عدد من المتابعين عن استيائهم من غياب خطة لعب واضحة وصعوبة في تنظيم الهجمات وصناعة الفرص، وهي ملاحظات أكدها محللون فنيون تابعوا اللقاءات الأخيرة.

تصريحات الركراكي عقب مباراة بنين ساهمت في تصعيد الجدل، إذ اعتبر البعض كلماته مستفزة ولا تعكس واقع الأداء، خاصة عندما وصف نفسه بـ"أفضل مدرب في تاريخ المنتخب المغربي"، وتحدث عن سلسلة الانتصارات التي حققها مع الفريق، وهو ما أثار استغراب جماهير اعتبرت كلامه مبالغًا فيه وغير متوازن.

ورغم أن الركراكي حاول تهدئة الجدل بتبريره تواضع الأداء برغبة الجهاز الفني في تجربة عناصر جديدة، إلا أن هذا التفسير لم يقنع شريحة واسعة من المتابعين الذين رأوا أن غياب الانسجام لا يبرر هذا التراجع في المردود، خصوصًا أن الوقت يضيق قبل البطولة القارية.

حتى اللحظة، لم تتخذ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أي خطوة رسمية بخصوص مستقبل الركراكي، إذ لم تُصدر أي بيان حديث يؤكد أو ينفي ما تداوله الإعلام، مكتفية بالصمت في مواجهة الشائعات المتكررة التي تتحدث عن إمكانية الانفصال عنه.

سبق للجامعة أن جدّدت الثقة في الركراكي بعد خروج المنتخب من كأس إفريقيا 2023، وأعلنت بشكل قاطع في مناسبات سابقة أن المشروع الرياضي مستمر تحت قيادته، كما أكدت في أبريل 2025 أنها لم تفتح أي قنوات اتصال مع مدربين بدلاء، وأن الهدف يبقى الحفاظ على الاستقرار الفني للفريق الأول.

ورغم هذه التصريحات، تسربت أنباء من داخل محيط الجامعة تشير إلى وجود نقاش داخلي لا يستبعد اتخاذ قرار حاسم بعد نهاية كأس إفريقيا المقبلة، إذ ترى بعض الجهات أن استمرار الركراكي مرتبط بتحقيق نتائج إيجابية في البطولة، وهو ما ألمح إليه المدرب نفسه خلال مقابلات سابقة، حين أبدى استعداده للرحيل في حال فشل المنتخب في اعتلاء منصة التتويج أمام جمهوره.