بتاريخ حافل وطموح متجدد.. الأهلي يبدأ مغامرته العاشرة في كأس العالم للأندية

يترقب عشاق كرة القدم من المحيط إلى الخليج انطلاق أولى مباريات النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية 2025، حينما يدخل الأهلي المصري غمار المواجهة الافتتاحية أمام إنتر ميامي الأميركي على أرض ملعب "هارد روك" في مدينة ميامي، في مواجهة تمثل ضربة البداية لمجموعة قوية تضم بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي، وسط متابعة جماهيرية وإعلامية مكثفة، خاصة مع مشاركة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في تشكيل الفريق الأميركي.
البطولة التي تُنظم بنظامها الجديد لأول مرة، تشهد مشاركة 32 فريقًا من مختلف القارات، وتُقام فعالياتها خلال الفترة من 14 يونيو وحتى 13 يوليو، حيث جرى تقسيم الفرق على ثماني مجموعات يتأهل منها فريقان من كل مجموعة إلى دور الستة عشر، في نظام أقرب إلى الشكل المعتمد في كأس العالم للمنتخبات، مما يمنح البطولة زخمًا تنافسيًا غير مسبوق.
الأهلي، ممثل الكرة الإفريقية والعربية، يدخل المنافسات بعدما حجز مقعده عقب فوزه بثلاثة ألقاب متتالية لدوري أبطال إفريقيا أعوام 2021 و2023 و2024، وهو رقم لم يسبقه إليه أي فريق من القارة السمراء في هذا السياق، ويخوض مشاركته العاشرة في البطولة، بعدما سبق له الظهور في تسع نسخ سابقة، حقق خلالها أربع ميداليات برونزية، في أعوام 2006، 2020، 2021 و2023.
في المقابل، يخوض إنتر ميامي المنافسات بصفته ممثل البلد المضيف، عقب تصدره جدول ترتيب الدوري الأميركي للمحترفين الموسم الماضي، مستفيدًا من النقاط التي جمعها خلال منافسات الموسم العادي، ليحصل على "درع المشجعين"، وهي المرة الأولى التي يتأهل فيها الفريق الوليد للمشاركة في حدث عالمي بهذا الحجم، خاصة أنه تأسس حديثًا في 2018.
المباراة المنتظرة تحمل طابعًا خاصًا، إذ تجمع بين أكثر الفرق الإفريقية مشاركةً في البطولة، وبين فريق يعتمد على أسماء ثقيلة يتقدمها ليونيل ميسي، الذي يخوض أول مشاركة له في البطولة بنظامها الجديد، بعد مسيرة حافلة بالبطولات القارية والدولية مع الأندية والمنتخب، ويقود رفقة سواريز وبوسكيتس تشكيلة تعج بالنجوم المخضرمين.
ورغم أن إنتر ميامي يخوض المباراة على أرضه وأمام جماهيره، إلا أن الفريق الأميركي لا يملك خبرة التعامل مع هذا النوع من المنافسات، بعدما تعرض لهزة قوية بخروجه من نصف نهائي دوري أبطال الكونكاكاف أمام فريق وايتكابس الكندي بخسارة ثقيلة في مجموع المباراتين، قبل أن يستعيد توازنه بفوزين كبيرين على مونتريال وكولومبوس كرو، ليعيد الثقة لجماهيره قبل بداية البطولة.
الأهلي من جانبه خضع لتغييرات محورية قبل البطولة، بعدما أنهى علاقته بالمدرب السويسري مارسيل كولر، وتولى الإسباني خوسيه ريبيرو القيادة الفنية، في أول تجربة له مع الفريق في المحافل الدولية، وسط اهتمام إداري كبير بتجهيز الفريق بدنيًا وفنيًا لهذا الحدث.
وأعرب ريبيرو عن ثقته في قدرة الأهلي على تقديم أداء قوي، مؤكدًا أن مواجهة فريق يقوده لاعب مثل ميسي تُعد فرصة كبيرة للاختبار، لكن التركيز سينصب على المنظومة ككل وليس على نجم بعينه، مشيرًا إلى أن هدف الفريق الأول هو العبور إلى دور الستة عشر، على أن يتم التعامل مع كل مباراة بمعزل عن الأخرى، وفقًا لمعطياتها وظروفها.
على مستوى التشكيلة، عزز الأهلي صفوفه بعدة تعاقدات مهمة، تمثلت في عودة محمود حسن "تريزيغيه"، والتعاقد مع أحمد سيد "زيزو"، إضافة إلى ضم محمد علي بن رمضان لدعم وسط الملعب، وعودة أليو ديانغ من الإعارة، بجانب استعارة حمدي فتحي من الدوري القطري، مما منح الجهاز الفني حلولًا متعددة على الصعيد التكتيكي قبل ضربة البداية.
ويخوض الأهلي المواجهة بروح عالية، بعدما حقق ستة انتصارات متتالية، ونجح في تسجيل الأهداف في ثماني مباريات متعاقبة، مما يعكس حالة الانسجام الهجومي التي يمر بها الفريق، سواء في المباريات الرسمية أو خلال اللقاءات الودية الأخيرة، أبرزها أمام باتشوكا المكسيكي.
وتحمل المباراة أهمية مزدوجة للطرفين، فالأهلي يسعى لبداية قوية تؤكد مكانته القارية وتضعه في موقع متقدم لحجز إحدى بطاقتي التأهل، بينما يأمل إنتر ميامي في استثمار الحضور الجماهيري والدعم المحلي لتحقيق بداية ناجحة، خاصة أنه يواجه فريقًا يملك من الخبرة ما يجعله خصمًا لا يُستهان به، حتى أمام كتيبة يقودها أحد أعظم لاعبي الكرة في التاريخ.
وتنطلق صافرة البداية في تمام الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت القاهرة والرياض، الرابعة فجرًا بتوقيت أبوظبي، وسط توقعات بمواجهة حماسية تجمع بين عملاق إفريقي يملك سجلًا تاريخيًا كبيرًا، وفريق أميركي يصعد سريعًا نحو الأضواء مدعومًا بأسماء لامعة، في افتتاح يليق بالنسخة الأولى من المونديال بحُلته الجديدة.