الثلاثاء 1 يوليو 2025 05:19 مـ 5 محرّم 1447 هـ
×

آخر أخبار غزة الجزيرة مباشر الآن| إسرائيل تبحث هدنة جديدة وسط تصاعد الضغوط الدولية.. الأسرى والأنفاق أبرز معوّقات الحسم

الثلاثاء 1 يوليو 2025 01:55 مـ 5 محرّم 1447 هـ
غزة
غزة

بدأت التحركات السياسية تأخذ منحى متسارعًا في الساعات الأخيرة، مع تنامي فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" اتفاق قد يشمل إطلاق سراح ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين، ويضع حدًا مؤقتًا لحرب امتدت لما يقارب عامين، دون أن تحقق هدفها المعلن حتى الآن.

وتزامن هذا التحول مع دعوات أمريكية متزايدة لوقف التصعيد، خصوصًا بعد التوتر الأخير مع طهران، إذ خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته الرقمية مطالبًا حكومة تل أبيب بإبرام اتفاق عاجل في غزة، مع التركيز على استعادة الأسرى كأولوية ملحة.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى العاصمة الأمريكية، تمهيدًا لتحرك أوسع يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الفترة القادمة، بهدف كسب دعم واشنطن لاتفاق يُعيد ترتيب الأولويات في غزة.

رغم ذلك، تسود حالة من التشكيك داخل إسرائيل بشأن قدرة أي تفاهم قادم على الصمود، إذ تشير الوقائع الميدانية إلى أن "حماس" ما زالت تسيطر فعليًا على الأرض، مما يضعف من احتمال تحقيق هدف الحرب الأساسي وهو تحطيم البنية القيادية والعسكرية للحركة بشكل كامل.

تتمثل خصوصية المواجهة الحالية في غزة في عدة عوامل جعلتها تختلف جذريًا عن أي صراع إسرائيلي سابق، سواء مع "حزب الله" أو حتى مع إيران، إذ لم تكتف تل أبيب بمواجهة مسلحة، بل دخلت حربًا متعددة الأوجه، تتطلب تفكيكًا شاملًا للهيكل التنظيمي والإداري لحركة "حماس"، وهو ما يجعل المهمة أكثر تعقيدًا، ويُقلل من احتمالات الحسم السريع.

أدى هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي خلّف أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي واختُطف خلاله أكثر من 250 شخصًا، إلى تغيير جذري في مزاج الشارع الإسرائيلي، إذ تحوّلت الحرب من عملية عسكرية إلى معركة وجودية تمس الشعور الوطني لسكان الجنوب بشكل خاص، وهو ما ضغط على الحكومة لتبنّي خيارات تصعيدية أوسع.

فرض ملف الأسرى قيودًا ميدانية ثقيلة على الجيش الإسرائيلي، إذ امتنعت تل أبيب عن ضرب مواقع يُعتقد أنها تستخدم لإخفاء المحتجزين، ما منح مقاتلي "حماس" فرصة للتحرك من مناطق لا يمكن استهدافها مباشرة، وهو ما أعاق تقدم القوات في أكثر من محور.

كما أظهرت شبكة الأنفاق المعقدة التي شيدتها "حماس" تحت القطاع والتي تمتد لأكثر من 300 كيلومتر، قدرة الحركة على المناورة وتخزين الأسلحة وتحريك مقاتليها دون كشفهم، وهو ما حيّد جزئيًا التفوق الجوي الإسرائيلي، وأربك أجهزة الاستخبارات على الأرض.

تواجه إسرائيل في غزة وضعًا مختلفًا مقارنة بالساحة اللبنانية، حيث لا يوجد شريك سياسي معترف به يمكن التفاوض معه، كما أن "حماس" لا تلتزم بالقواعد الدولية التقليدية، وتحظى رغم كل شيء بغطاء شعبي واسع داخل القطاع، ما يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي ويطيل أمد الحرب.

من ناحية أخرى، تجد إسرائيل نفسها مُلزمة بتأمين الاحتياجات الأساسية لسكان غزة، من غذاء وماء وكهرباء، في ظل ضغوط خارجية متزايدة، وهو ما يمنح "حماس" هامشًا إضافيًا للمناورة السياسية والإعلامية، ويقلل من قدرة تل أبيب على استخدام أوراق ضغط فعّالة.

تعددت جبهات المواجهة منذ بداية الصراع، حيث توزعت القدرات الإسرائيلية بين مسارح عمليات في جنوب لبنان وسوريا واليمن، بالإضافة إلى مواجهة مستمرة مع إيران، قبل أن تعود القيادة العسكرية للتركيز مجددًا على جبهة غزة باعتبارها الساحة الأكثر تأثيرًا في الوقت الراهن.

ويرى مراقبون أن إضعاف التهديدات على تلك الجبهات الأخرى قد يمنح الجيش الإسرائيلي مساحة أوسع للتركيز على معركة غزة، وهو ما يرفع من احتمالات الحسم إذا ما توفرت الإرادة السياسية اللازمة لذلك.

في هذا السياق، حذّر عدد من العسكريين الإسرائيليين من مغبة السماح لـ"حماس" بالبقاء في موقع القيادة داخل القطاع، إذ اعتبر الباحث الإسرائيلي عدي شوارتز أن السماح للحركة بالخروج من هذا النزاع دون خسائر حاسمة سيبعث برسائل خاطئة داخليًا وخارجيًا، فيما شدد العميد الاحتياط أمير أفيفي على ضرورة عدم الانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها الجيش حاليًا، حتى في حال إعلان تهدئة مؤقتة، لتفادي إعادة تنظيم صفوف "حماس" من جديد.

موضوعات متعلقة