بديل الهلال.. أسباب رفض الأهلي المشاركة في كأس السوبر السعودي بفرمان من يايسله

اتخذ الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني لفريق الأهلي السعودي، قرارًا نهائيًا بعدم خوض مواجهة كأس السوبر السعودي التي تقرر إقامتها في هونغ كونغ، حيث تقدم المدرب بموقف حاسم رفض خلاله فكرة المشاركة كبديل عن الهلال المعتذر، ونجح في إقناع إدارة النادي بأولوياته الفنية واستحقاقاته التحضيرية للموسم الجديد، لتصادق الإدارة مباشرة على قراره دون تحفظ.
ورغم أن فرصة اللعب في البطولة كانت مفتوحة للأهلي، فإن الجهاز الفني رأى أن الوقت غير مناسب لخوض تحدٍ من هذا النوع، خاصة في ظل ظروف فنية لم تكتمل ملامحها بعد، ما جعل الجهاز الإداري ينحاز لرؤية يايسله الذي استند في قراره إلى جملة من العوامل الدقيقة والتفصيلية.
أول تلك الأسباب تمثل في عدم اكتمال عملية تعزيز الصفوف، حيث لم تنهِ الإدارة بعد تحركاتها في سوق الانتقالات، ويعتقد يايسله أن خوض مباراة رسمية في هذا التوقيت، دون التسلح بكامل العناصر المطلوبة، قد يُظهر نقاط ضعف واضحة في الفريق ويؤثر سلبًا على الانطلاقة الرسمية، لا سيما في ظل الاستعداد لخوض منافسات الدوري المحلي ودوري أبطال آسيا بنسخته النخبوية.
كما أبدى المدرب تحفظًا كبيرًا على ما قد يترتب من اضطرابات في البرنامج الإعدادي البدني والفني للفريق، إذ عمل الجهاز الفني على إعداد خطة تحضيرية متكاملة تسير وفق جدول زمني صارم، تتضمن فترات معسكر، تدريبات تصاعدية ومباريات تجريبية، بينما كانت المشاركة في السوبر ستكسر هذا النسق، وتفرض على الفريق السفر والتنقل قبل بلوغ الجاهزية المثالية.
المدرب الألماني رأى أيضًا أن الدخول في بطولة رسمية غير مخططة في هذا التوقيت قد يهدد بتراجع الحالة البدنية ويفتح باب الإصابات، وهو ما قد يؤثر على استقرار المجموعة خلال الأسابيع الأولى من الموسم، الأمر الذي يسعى لتجنبه بأي ثمن.
وبالإضافة إلى المخاطر البدنية، يخشى يايسله أن تسفر مشاركة غير مدروسة عن نتيجة سلبية قد تهز ثقة اللاعبين والجمهور في المشروع الفني، خاصة بعد النجاحات التي حققها الفريق مؤخرًا، بداية من العودة إلى دوري روشن، ثم التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للصفوة، وهي مكتسبات يرى ضرورة الحفاظ عليها وتوظيفها في رفع سقف الطموحات.
ومن زاوية أخرى، اعتبر المدير الفني أن عبء الرحلة الطويلة إلى شرق آسيا في توقيت حرج قبيل انطلاقة الموسم لا يخدم الفريق، خاصة مع فارق التوقيت، ضغط المباريات، وإرهاق السفر، وكلها ظروف قد تُرهق اللاعبين وتشتت تركيزهم في وقت يجب أن يكون الفريق فيه في أعلى درجات التركيز الذهني والبدني.
ومن الناحية الرمزية، أشار يايسله ضمنيًا إلى أن التواجد في البطولة كفريق بديل لا ينسجم مع طموح الأهلي في تثبيت مكانته كمنافس مباشر على البطولات، ورفض الزج بالفريق في سيناريو قد يفتح الباب أمام تشكيك إعلامي أو جماهيري في أي إنجاز يتحقق لاحقًا، لا سيما في حال الفوز باللقب، حينها قد يُنظر للانتصار كـ"هدية" من غياب المنافس الأساسي وليس كأمر مُستحق.
وبناءً على ما سبق، رأت إدارة الأهلي أن الانسحاب من بطولة السوبر هو القرار الأنسب في هذه المرحلة، وفضّلت التركيز الكامل على التحضير لانطلاقة قوية في الموسم، تجنبًا لأي عوامل تربك المشروع الفني للفريق.