• الرئيسية
• الرياضة

تتجه أنظار جماهير كرة القدم في السعودية والعالم العربي هذا الأسبوع نحو هونغ كونغ، حيث تستضيف المدينة الآسيوية منافسات النسخة الجديدة من كأس السوبر السعودي بمشاركة أربعة أندية كبيرة، هي الاتحاد، النصر، الأهلي والقادسية، وسط ترقب واسع لأولى مؤشرات المنافسة على الألقاب في الموسم الجديد.

وفي الدور نصف النهائي الثاني، يلتقي فريق الأهلي مع القادسية في مواجهة تجمع بين الطموح والتاريخ، وتعد واحدة من أقوى مواجهات البطولة، لما يحمله الطرفان من دوافع متباينة، وإن تقاطعت أهدافهما في السعي نحو بطاقة التأهل إلى النهائي.

الأهلي يعود للمشاركة في هذه النسخة بعد انسحاب أحد الفرق، مستفيدًا من ترتيبه العام ومشاركته القارية، ويخوض اللقاء مدفوعًا بالزخم المعنوي الذي ولّده تتويجه الأخير بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو إنجاز أعاد له بريقه القاري وأحيا آمال أنصاره في عودة قوية على المستوى المحلي.

ويدخل الفريق المباراة برغبة واضحة في إضافة لقب جديد إلى خزائنه، بعدما غاب عن منصات التتويج المحلية لعدة مواسم، وسبق له أن ظفر بلقب السوبر في نسخة 2016، وهو يطمح هذا العام لإحراز النجمة الثانية في تاريخه بالبطولة.

التحضيرات جاءت مكثفة، إذ أقام الفريق معسكرًا خارجيًا امتد بين النمسا وإيطاليا وإسبانيا، تخللته ست مواجهات ودية متنوعة، تمكن خلالها من تحقيق نتائج إيجابية أبرزها الفوز على إلتشي الإسباني ودوردريخت الهولندي، إلى جانب تعادل مع العين الإماراتي، مما منحه أرضية فنية مناسبة قبل انطلاق الاستحقاقات الرسمية.

وعلى صعيد التعاقدات، دعّمت إدارة النادي صفوف الفريق بعدد من الصفقات المهمة، أبرزها الفرنسي إنزو ميلو القادم من شتوتغارت، إضافة إلى عبدالإله الخيبري، محمد عبدالرحمن، وصالح أبو الشامات، بينما غادر عدد من الأسماء البارزة، من بينهم جابري فيغا المنتقل إلى بورتو، والهداف البرازيلي فيرمينيو الذي انضم إلى السد، إلى جانب أليوسكي وسانت ماكسيمان اللذين توجها إلى تجارب احترافية جديدة.

المدرب الألماني ماتياس يايسله الذي قاد الفريق لتحقيق الإنجاز القاري، يتطلع إلى حصد أول لقب محلي له مع الأهلي، وسط دعم إداري وجماهيري واسع، ويدرك أن الفوز بهذه البطولة سيمثل دفعة قوية لبقية مشوار الموسم.

على الجانب الآخر، يدخل القادسية اللقاء كفريق مفاجأة الموسم الماضي، بعد أن تمكن من العودة إلى دوري المحترفين إثر غياب طويل، وفرض نفسه رقمًا صعبًا بإنهائه الدوري في المركز الرابع، إضافة إلى وصوله إلى نهائي كأس الملك، قبل أن يخسر اللقب أمام الاتحاد.

إدارة النادي أظهرت طموحًا واضحًا في سوق الانتقالات الصيفية، بعدما أبرمت صفقات مؤثرة، من بينها التعاقد مع المهاجم الإيطالي ماتيو ريتيغي، نجم أتالانتا السابق، إلى جانب استعادة ياسر الشهراني، وضم الثنائي الشاب مصعب الجوير وعبدالله آل سالم، فضلًا عن عودة البرتغالي ميغيل كارفاليو بعد فترة إعارة ناجحة.

الفريق خاض معسكرًا خارجيًا تحضيريًا تخلله أربع مباريات ودية، أبرزها أمام إشبيلية الإسباني ونوتنغهام فورست الإنجليزي، وظهر خلالها بصورة فنية منظمة رغم تفاوت النتائج، ما منح المدرب الإسباني ميشيل غونزاليس مؤشرات إيجابية على جاهزية المجموعة.

غونزاليس أكد في تصريحاته قبل اللقاء أن بلوغ السوبر يمثل تتويجًا للجهد الكبير الذي بذله اللاعبون والإدارة في الموسم الماضي، مشددًا على أن فريقه لا ينظر إلى أسماء المنافسين بقدر ما يركّز على أدائه الجماعي، موضحًا أن التنافس لا يرتبط بحجم الإنفاق بل بجودة اللاعبين والتماسك داخل الملعب، وأن القادسية يملك ما يكفي من الأدوات لمواجهة أي خصم.

تُعد النسخة الحالية من السوبر الأكثر ترقبًا في السنوات الأخيرة، ليس فقط لأنها تُقام خارج المملكة للمرة الأولى، بل أيضًا لأنها تجمع بين أربعة فرق تحمل تطلعات كبيرة لبداية قوية تليق بموسم يتوقع أن يكون استثنائيًا على جميع المستويات.

المباراة بين الأهلي والقادسية تُقام ضمن نصف النهائي الثاني من البطولة، ويُديرها تحكيميًا الإسباني ريكاردو دي بورغوس، بينما يعلّق عليها صوتيًا المعلق فهد العتيبي عبر القنوات الناقلة للبطولة التي أعلنت سابقًا بث المباريات على شاشاتها.