طفلة تسرق القلوب بـ5 جنيه.. من هي هايدي بطلة ترند كيس الشيبسي؟
خطف مقطع فيديو مدته ثوانٍ الأضواء على منصات التواصل الاجتماعي، حين ظهرت طفلة صغيرة تتراجع عن شراء كيس من رقائق البطاطس، لتمنح المبلغ الذي كانت تحمله لرجل محتاج وقف بالقرب من أحد محال البقالة، ما دفع رواد الإنترنت لتداول اللقطة على نطاق واسع مشيدين بتصرفها الإنساني.
في أول تعليق لوالد الطفلة هايدي، التي عُرفت بين المتابعين بلقب "صاحبة كيس الشيبسي"، أوضح أن ما حدث لم يكن سلوكًا عابرًا، بل تصرف نابع من عادة متجذرة لديها، وقال في تصريحات صحفية إن ابنته اعتادت منذ صغرها أن تأخذ نقودًا منه دون أن توضح وجهة صرفها، مضيفًا: "كنت دايمًا بعرف إنها بتطلع الفلوس لله من غير ما تحب تقول".
وأضاف أن هايدي شعرت بالحرج بعد انتشار المقطع، لكنه شدد على أن التعليقات الإيجابية والدعوات التي تلقتها من الناس كانت بمثابة دعم معنوي كبير لها، ووجّه رسالة مؤثرة لها قائلاً: "ربنا يجازيكي كل خير، وكل دعوة اتقالت ليكي تبقى من نصيبك بإذن الله".
من جانبه، روى صاحب المتجر الذي التقط الفيديو تفاصيل الموقف، مشيرًا إلى أن الطفلة حضرت إلى المحل صباحًا في حدود الساعة الحادية عشرة، وبدأت باختيار بعض الحلوى، ثم تراجعت فجأة عن شراء كيس الشيبسي بعدما شاهدت رجلًا فقيرًا يقف بالخارج، حيث أعطته المبلغ المتبقي معها وغادرت على الفور.
وأوضح أنه حاول اللحاق بها لإعطائها كيس الشيبسي الذي كانت تنوي شراؤه، لكنها رفضت تمامًا، ما دفعه إلى نشر الفيديو تأثرًا بموقفها وحرصًا منه على تسليط الضوء على تصرف نادر من طفلة صغيرة.
وفي تصريحاتها الأولى بعد الواقعة، أكدت هايدي أنها لطالما أحبت مساعدة الفقراء، وأنها لا تتردد في تقديم ما تملك إذا شعرت بأن من أمامها بحاجة حقيقية، مشيرة إلى أن والدها لم يبخل عليها بشيء يومًا، وقالت: "أنا عارفة إن ربنا هيعوضني، وبابا عمره ما حرمني من حاجة".
وتابعت بطلة التريند حديثها قائلة إنها كانت عائدة من درس خاص، وكانت تنوي شراء كيس الشيبسي بخمسة جنيهات من مصروفها، لكنها فضّلت إعطاء المبلغ للرجل بدلًا من شراء الحلوى، وأضافت: "الراجل شكله غلبان، وحسيت إنه محتاج أكتر مني، فسيبتله الفلوس ومشيت".
واستعادت الطفلة موقفًا سابقًا ترك أثرًا في ذاكرتها، حين كانت في أحد المحلات ولاحظت سيدة مسنّة تتعرض لصوت مرتفع من البائع، فتدخلت على الفور وأعطتها عشرة جنيهات كانت معها لشراء آيس كريم، ثم ختمت حديثها بالكشف عن حلمها المستقبلي قائلة: "نفسي أطلع دكتورة وأساعد كل الناس".
تفاعل الجمهور الواسع مع القصة لم يكن فقط بسبب بساطة الفعل، بل لما حمله من رسالة إنسانية مؤثرة، جسّدتها طفلة صغيرة دون تخطيط أو تصنّع، وهو ما يفسر حجم الانتشار والتعاطف الذي حظيت به خلال الساعات الماضية.