مع اقتراب ذكرى اليوم الوطني.. من هو مؤسس الدولة السعودية الثانية؟

مؤسس الدولة السعودية الثانية هو الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود يعتبر الإمام تركي من أهم وأبرز القادة الذين أعادوا الهيبة للمنطقة، خاصة بعد أن سقطت الدولة العثمانية الأولى عام 1818م، وذلك على يد قوات محمد علي باشا العثمانية.
ولد الإمام تركي في الدرعية عام 1183هـ وقد نشأ في بيت قيادة وسياسة، وهذا الأمر ساعد في أن أكسبه خبرة كافية فيما بعد من أجل إدارة الشؤون القبلية والعسكرية، وعلى الرغم من سقوط الدولة إلا أن الإمام لم يتراجع عن طموحه الذي كان يهدف إلى إعادة بناء الكيان السعودي من جديد، وأول شيء قام به هو جمع شمل القبائل من جديد واستعادة الاستقرار في منطقة نجد.
وعندما انسحبت قوات محمد علي من الجزيرة العربية استغل الإمام هذا الأمر، وبدأ في التحرك من أجل السيطرة على الرياض وتمكن في عام 1240هـ/1824م، من استرداد الرياض بكل سهولة ومن هناك تم الإعلان عن قيام الدولة السعودية الثانية.
تميز الإمام التركي طوال فترة حكمه بالحزم، والحنكة وأول شيء قام به هو تعزيز الأمن الداخلي للدولة لكي لا يحدث سقوط لها مرة أخرى ثم حاول أن يبسط نفوذه على أجزاء واسعة في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، منها نجد والأحساء والقصيم.
اهتم أيضًا الإمام في تقوية الروابط والعلاقات التي تجمعه مع القوى المحيطة به لكي يستفيد منها فيما بعد، ومن أجل تقوية تلك العلاقات اعتمد على سياسة التوازن، وكسب ولاء القبائل المحيطة به وهذا الأمر هو الذي ساعد على ترسيخ أركان الدولة.
كما نرى فإن الإمام تركي لم يمكن مجرد قائد عسكري بل كان يعتبر رجل دولة، وكان له أهداف واضحة يسعى لها على الدوام وهذا الهدف هو بناء كيان سياسي مستقر، وفي نهاية الأمر تمكن بالفعل من تأسيس الدولة السعودية الثانية، ويذكر أن الدولة السعودية الثانية قد استمرت حتى عام 1891م ومن ثم سقطت ولكن بشكل مؤقت، وعادي من جديد تحت قيادة الملك عبدالعزيز وهو مؤسس الدولة السعودية الثالثة، ومن قام بتأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة القائمة حتى الآن.
يعتبر تركي بن عبدالله هو رمزًا للشجاعة والإصرار والوحدة، ومثالًا حيًا على عراقة الدولة السعودية وجذورها الراسخة.