مشعوذة تتلاعب بمخاوف النساء وتستولي على مجوهراتهن بملايين الدولارات في النمسا وألمانيا
كشفت تحقيقات أوروبية عن واحدة من أخطر قضايا الاحتيال النفسي، بعد أن نجحت سيدة تدعى "ماريانا ميخائيلوفيتش" في خداع عشرات النساء، مستغلة خوفهن واعتقادهن بالخرافات، عبر ادعاء امتلاكها قدرات شامانية قادرة على "تطهير" المجوهرات من اللعنات والأرواح الشريرة.
وشاركتها في هذه العمليات ابنتها "آنا" البالغة من العمر 19 عام، حيث استهدفتا سيدات ثريات في مدن ألمانية ونمساوية، أبرزها ميونيخ وفيينا.
وبحسب التحقيقات، اعتمدت المتهمتان على أسلوب نفسي بالغ القسوة، تمثل في بث الرعب داخل نفوس الضحايا، من خلال روايات مزيفة عن رؤى وأحلام تزعم إصابة أقاربهن بأمراض قاتلة أو تعرضهم لحوادث مميتة، مع الإيحاء بأن الخلاص لا يتحقق إلا عبر طقوس خاصة لا تجيدها سوى الأم وابنتها.
وخلال تلك الطقوس المزعومة، كانت الضحايا يقنعن بتسليم مجوهراتهن ومبالغ مالية كبيرة بزعم تنقيتها، قبل أن تقوم المحتالتان بقطع أي تواصل معهن فور الحصول على الأموال.
وتشير وثائق الادعاء في النمسا إلى أن عدد الضحايا تجاوز 19 سيدة على الأقل خلال فترة امتدت لنحو عشر سنوات بين ألمانيا والنمسا.
وتظهر الوقائع أن إحدى الضحايا دفعت ما يزيد على 670 ألف دولار بعد اقتناعها بأن حليها مسكونة بقوى شريرة، فيما سلمت سيدة أخرى أكثر من 65 ألف دولار على أمل الشفاء من مرض السرطان قبل وفاتها، وتعتقد السلطات أن إجمالي الأموال التي جمعت بهذه الطرق تجاوز 11 مليون دولار.
وبعد تتبع الأدلة، داهمت الشرطة النمساوية منزل ميخائيلوفيتش في فيينا، حيث ألقت القبض على ابنتها آنا، وزوجها البالغ من العمر 48 عام، إضافة إلى ابنها البالغ 29 عام، في حين لا تزال المتهمة الرئيسية متوارية عن الأنظار.
وأسفرت المداهمة عن ضبط سبائك ذهبية تزن 25 كيلوجرام، إلى جانب ساعات فاخرة، وخواتم زواج، ومبالغ نقدية بعملات مختلفة، فضلًا عن 14 سيارة.
ورغم ضخامة المضبوطات، ألزمت المحكمة المتهمين بدفع تعويضات تجاوزت مليوني دولار فقط، بعد تعذر إثبات أن جميع الأموال التي بحوزتهم تم الحصول عليها بطرق احتيالية.














