الأحد 15 يونيو 2025 12:19 مـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
×

”الصباح العربي” تفتح ملف ”الطب البديل”

الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 04:52 مـ 5 ذو الحجة 1435 هـ

خبراء يحذرون المواطنين من الوقوع في فخ الدجالين

تزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة عدد المراكز التي تعالج المرضى عن طريق الأعشاب أو أو الأحجار الكريمة وغيرها من المواد الطبيعية تحت مسمى "الطب البديل"، فأصبح هناك العديد الفضائيات المتخصصة في الإعلان والدعاية لهذه المراكز والمنتجات، وأجرت "الصباح العربي" عدد من اللقاءات مع مجموعة من المتخصصين لمعرفة فروع الطب البديل وكذلك فوائده وأضراره، وحقيقة الأقاويل المثارة حول كونه مجرد "دجل"، حيث اعتبر البعض أن الطب البديل هو الخيار الوحيد للأسر الفقيرة أو متوسطة الدخل في حالة رفع سعر الدواء، بعدما ارتفعت أصوات عدد من الصيادلة للمطالبة بتحريك سعر الدواء بعد زيادة أسعار الوقود. وتقول وفاء ياديس، محاضر دولي في علوم الميتافيزيقا، رئيس الاتحاد الفيدرالي لليوجا، إن الطب البديل له العديد من الفروع والأشكال منها العلاج بالأحجار الكريمة والأعشاب، والعلاج باليوجا أو الألوان والغناء، مؤكدة أن أضرار العلاج بالطب البديل يكون سببها اللجوء لغير المتخصصين في المجال أو "دجالين"، على حد تعبيرها، لذلك أوصت بضرورة توخي الحذر عند اختيار المراكز أو الأطباء المعالجين بالطب البديل. وعن العلاج بالأعشاب والأحجار الكريمة، تذكر ياديس أن من أكثر فروع الطب البديل استخداما هو طب الأعشاب، الذي تتعدد أنواعه واستخداماته، وترى أن المشكلة الأساسية تكمن في أننا نعتبر أن هذه الأعشاب الطبيعية غير ضارة على الإطلاق على عكس الحقيقة، لأن بعضها يمكن أن يكون لها تأثير سلبي، مؤكدة أن هناك الكثيرين ممن يستخدمون الطي البديل لعلاج مشكلة أو مرض ما دون تشخيص المرض ومعرفة أسبابه في البداية، وأن التشخيص الدقيق لا يتم إلا عن طريق طبيب مختص، قائلة : "الصداع مثلا تتعدد أسبابه فيمكن أن يكون سببه وراثي أو نتيجة لارتفاع الضغط أو ضعف النظر أو مرض مزمن يحتاج لتدخل جراحي وغيرها من مسببات الصداع، المشكلة أن البعض يذهب للعطار للحصول على عشب يخلصه من الصداع وفي حالة تناول عشب لا يتناسب مع طبيعة الحالة فإنه لا يعالج المرض وقد يتسبب في حدوث مضاعفات." وبالنسبة للعلاج بالأحجار الكريمة، يعتبر الأغلى ثمنا، نظرا لندرتها ولهذه الأحجار فوائد صحية عديدة، فمثلا حجر الأوبال، يساعد على تنشيط الجسم ويهدئ الأعصاب ويقوي العظام ويكافح الربو, وحجر الإثمد، هو الكحل الذي يقوي أعصاب العين ويخفف الوزن ويلؤم الجروح والقروح ويحافظ على جمال وصحة الشعر, وحجر اللازورد ، يسكن الآلام, الزمرد يكون بمثابة مطهر ومهدئ والنظر إليه يساعد على تقوية البصر. وتوضح رئيسة الاتحاد الفيدرالي لليوجا، أن للأحجار الكريمة استخداماتها الواسعة في الطب الطبيعي البديل; فهي مفيدة في علاج الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية، ويتم ذلك على أسس علمية عن طريق تنقية الحجر وشحنه بطريقه علمية كي لا يؤثر على الجسم بشحنات سلبية لأن وظيفته إحداث توازن بين الطاقة الايجابية والسلبية في جسم الإنسان، فكل حجر له تركيبة كيميائية تختلف عن الآخر، والتخلص من الطاقة السلبية الموجودة بالأحجار يختلف من حجر لآخر، فبعض الأحجار تنظف بوضعها في الشمس والبعض ينظف بأحجار أخرى، معتبرة أن من يقول أن وضع الحجر الكريم في ماء وملح يخلصه من الطاقة السلبية فما هو إلا جاهل أو دجال، حسب تأكيدها. وتضيف ياديس: "يكمن العلاج بالأحجار الكريمة في مقدار الطاقة التي تشع منها عبر إصدارها موجات قصيرة ذات تردد ذبذبي عال، وتوضع الأحجار بترتيب معين حول الأجزاء التي يعاني فيها الجسم من الألم"، وتتابع ياديس، أنه رغم بعض المزايا الصحية للأحجار الكريمة في معالجة العديد من الأمراض فإن لبعضها انعكاسات خطيرة على الجسم، لذلك لابد أيضا من الاعتماد على طبيب أو خبير متخصص عند العلاج بهذه الأحجار، خاصة أنه يوجد أحجار مزيفة وغير حقيقية وتوجد طرق عديدة للتعرف على ما إذا كان هذا الحجر حقيقي أم مزيف، فمثلا الحجر الكريم الحقيقي عند وضعه في درجة حرارة منخفضة فإنه يصبح بارد ولكن سرعان ما ترتفع درجة حرارته عند ارتدائه. ويعرف هشام الوصيف، دكتور العلاج الطبيعي، الطب البديل بأنه معالجة مرض ما باستخدام وسائل وطرق طبيعية بعيدا عن العلاج الكيميائي أو الجراحي، ومن هذه الوسائل الحجامة و"الأبر الصينية"، والعلاج بردود الأفعال الذي يعتمد على الضغط على أماكن معينة في الجسم لتنشيط ومعالجة أجزاء أخرى، ويرى أن العلاج الطبيعي من فروع الطب البديل أو شق آخر مكمل له، لأن يعتمد على بعض الأجهزة أو التمرينات لمعالجة الآلام. وعن أضرار العلاج بالطب البديل، يقول هشام: "لا يوجد أضرار للعلاج بالطب البديل طالما كان تحت إشراف طبي، فالعلاج بالحجامة أو الأبر الصينية يحتاج إلي دقة بالغة، فالأبر الصينية مثلا تحتاج دقة شديدة عند وضعها بالجسم لأنها إذا وضعت بطريقة خاطئة فإنها تسبب مضاعفات خطيرة، كذلك الحال بالنسبة للأعشاب، لأن هناك أعشاب تساعد على خفض الضغط وأخرى ترفعه، ولذلك لابد من مراعاة الحالة الصحية للمريض عند تناول عشب معين لمعالجة مرض ما". وأوصى هشام بضرورة التعامل مع المراكز التي تعتمد على الأسلوب العلمي في العلاج، وأن تكون تحت إشراف طبي وإشراف من جانب وزارة الصحة. وترى علياء محمد، دكتورة صيدلانية، إحدى العاملات بالهيئة القومية للبحوث الدوائية، أنه لا علاقة بين رفع سعر الدواء ولجوء البعض إلى العلاج بالطب البديل، معللة ذلك بأن الكثير من المرضى لا يلجئون للعلاج بالأعشاب أو غيرها إلا في حالة فشل الأدوية في معالجتهم، مؤكدة على وجود اختلاف كبير بين الأعشاب الموجودة بالصيدليات والأخرى الموجودة بمحلات العطارة، لأن الأولى تكون مقننة وتنتجها أكبر الشركات العالمية وتحدد الجرعة وتاريخ الصلاحية مما يضمن سلامة المريض، على عكس الثانية فغالبا لا يحدد العطار الجرعة التي يجب أن يتناولها المريض ويضع عليها إضافات أخرى دون الاستناد على مبادئ علمية مما قد يضر بصحة المريض، لذلك شددت على ضرورة وجود رقابة على تلك المحلات أو المراكز التي تعالج بالطب البديل لضمان صحة المواطنين.