محمد عبد الرحمن القاضي يكتب: فكرة من أجل مصر
الجدل الكبير الذي أثاره برنامج تليفزيوني لباسم يوسف ما بين مؤيد لاستمرار البرنامج بداعي عدم جواز التحكم في حرية التعبير أياً كانت الطريقة التي يقدم بها المبدع نفسه وأفكاره للمشاهدين سواء كان الوقت والظرف الذي تعيشه مصر مناسباً أو غير مناسب، موضوعياً كان في نقده للآخرين أم مبالغاً فيه(في الأول والآخر حرية رأي)، وما بين معارض للبرنامج؛ لأنه يرى مقدمه سفيهاً لا يرى إرادة الشعب ولا ينحاز لثورته بل يدعي الحرية ولا يهمه سوى المال والشهرة ونسى أن هذا الوطن ضحى من أجله كثير من الشرفاء بالمال والنفس والولد على مر التاريخ.
ورأي آخر يرى أن مقدم البرنامج خائن وعميل يتبنى أجندة خارجية لتدمير مصر بتقمص دور البهلوان والأراجوز لتوصيل رسائله المسمومة من خلال ألفاظ خارجة وإيحاءات مغرضة
ورأي يقول اتركوه للشعب المصري ليحكم عليه بنفسه فإما أن يفعل به مثلما فعل بالإخوان ويجرده من ملابسه البهلوانية ويجعله عارياً أمام مبدعي العالم منبوذاً من جميع المفكرين ملعوناً بلعنة الفراعنة تطارده في كل مكان أو أن يجبره على احترام إرادته وتبني أفكاره وأن يكون خادما لوطنه إذا كان وطنياً بحق.
أما رأيي الشخصي فيختلف عن كل هذه الأراء فليس الإبداع أن أتصيد الأخطاء للتعليق عليها أو أجعلها أضحوكة للناس فبدلاً من بذل كل هذا المجهود في الحديث عن أخطاء الآخرين والتندر عليها فليبذل كل منا أقصى ما في وسعه ليكون إبداعه في تقديم فكرة جديدة لإعادة بناء مصر أو كيفية الإستفادة من ثرواتها الطبيعية أو كيف نحل مشكلة من مشكلاتها أو كيف ننهض بصناعة معينة أو نطور التعليم ونقلل الفاقد من مصادر الدخل، وليكن شغلنا الشاغل وإبداعنا المتواصل في إيجاد فكرة من أجل مصر
واختبروا أنفسكم هل تستطيعون أن تقدموا فكرة من أجل مصر كما تنتقدون كل الأفكار المطروحة على الساحة إن وجدت
وأخيراً (من السهل أن تنتقد فارساً على جواده ومن الصعب أن تركب حماراً)
وانتظروا مني فكرة من أجل مصر... في المقال القادم