الأربعاء 25 يونيو 2025 12:00 مـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
×

بعد اعتقاله مجددًا.. سعد المجرد يواجه نيران الحقائق الغائبة

الثلاثاء 28 أغسطس 2018 03:15 مـ 16 ذو الحجة 1439 هـ
سعد المجرد
سعد المجرد

سعد المجرد؛ الفنان الذي لم يصل إلى النجاح من فراغ، بل بمثابرة، اختيارات، و فكر موسيقي عصري متفتح، و كان لاجتهاده نصيبًا من الانتشار، و الإنجازات الفنية التي لم يستطع أن يلمسها أي نجم آخر من قريب أو بعيد،  كما امتلك ثروة جماهيرية تُقدّر بالملايين ممن تطلعوا إليه كقدوة بين الشباب، بعد أن استطاع أن يكون الصورة المثالية لبلاده.

إلا أن اسم "سعد المجرد" و بعد أن اقترن بملايين المشاهدات، و الجماهير التي تصطف خصيصًا للغناء على وقع أكثر الأعمال المحببة إليهم بتناغم كبير على أعرق المسارح العربية، و أكبرها، انقلبت الأمور رأسًا على عقب إثر عنوان شائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و بات يقترن بالاتهامات البغيضة التي يكافح المجتمع العربي لاستئصالها من جذورها.

و بعد انتشار نبأ اعتقاله من جديد في سان تروبيه الفرنسية، قامت العديد من الصحف المصرية، و العربية بشن الهجوم، دون معرفة الحقائق الكاملة، و مع عصر السرعة و الإنترنت، بات الخبر المثير للجدل مباحًا، ليتناقل الإعلام أسبابًا لا صحة لها – حتى اللحظة – و بين القيل و القال، كان حديث الساعة.

تطورات جديدة على لسان الصحافة الفرنسية

و في تطور جديد، أعلنت صحيفة فرنسية اليوم الثلاثاء الموافق 28 – 8 – 2018، بأن الفتاة التي تقدمت بالشكوى الجديدة ضد سعد المجرد هي فتاة فرنسية مواليد 1989، و هي عاملة موسمية، حيث تقدمت ببلاغ أفادت فيه بأن ''لمعلم'' قام بتصرفات ضدها ينطبق عليها وصف الاغتصاب، وهو ما جعل النيابة العامة تأمر بسرعة اعتقاله، ووضعه تحت الحراسة النظرية.

وأضافت الصحيفة أن "القضاء الفرنسي أمر بتمديد فترة احتجاز سعد المجرد لمدة 24 ساعة أخرى إلى حين انتهاء التحقيقات، بعد وصف النيابة الفرنسية للقضية بالمعقدة والتي تحتاج إلى مزيد من التعمق والبحث".

وتابعت: "أن رواية الطرفين متضاربة تمامًا، وأن الواقعة حدثت في فندق "إيرمتاج" الشهير، بعد لقاء في نادي ليلي في مدينة دراغينيان بمنطقة سان تروبيه جنوب شرق فرنسا وتحتاج إلى مزيد من الشهود والأدلة الجنائية مثل تقارير كاميرات المراقبة والتقارير الطبية."

لقمة صائغة في وجه الإدعاءات

"أنت مش معلم"، و الكثير من الألسنة السليطة التي وجدت ضالتها من المتعة في الحكم على الآخرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقع اسم "سعد المجرد" فريسة للجميع بلا استثناء، لقمة صائغة يتداولها كل من سولت له نفسه أن يحكم على الآخرين بدون حسيب أو رقيب، و السبب؟؛ إن السجل الأرشيفي للفنان المغربي يحتوي على تلك القضايا من اعتداءات، و إدمان على المخدر، في العديد من الدول العالمية، رغم عدم ثبوت صحتها، فإن ذلك الأمر جعل تصديق الخبر سهلًا، بينما يجد البعض صعوبة في استيعاب المشكلة؛ فهو النجم الذي امتلك مفاتيح قلوبهم.

صحافة تتجنب الاعتراف بالحقيقة التائهة

لكن قضايا "سعد المجرد" لم تُفجّر الوجه الزائف لنجوم الوطن العربي، بل سلّطت الضوء على ضعف الاجتهادات من الصحافة العربية، و سعي أقلامها الدائم وراء ما يُسمى بـ "الفضائح" لجذب القراء، و يكون السبق، و إن كان ذلك على حساب التلاعب بأعصاب ذوي الفنان من أهالي، أقارب، أو محبين في كل أنحاء العالم، صحافة صفراء كانت، أم حمراء تلوّنت بدماء الكذب، و عدم تحري المصداقية، و الموضوعية، لتتخلى عن أصول مهنة شريفة تعتبر السلطة الرابعة.

فيما يتعلق بالتحرش أو الاعتداء، فإن احترام المرأة واجب و فرض، بل إنها قضية يناضل من أجلها الملايين عالميًا، و يرفع لواءها العديد من المشاهير؛ لكن حتى اللحظة يجد العالم العربي نفسه أمام شعار "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، و بناء على ذلك؛ فإن البت في قضية "سعد المجرد" يعود إلى القضاء، و من ثم رب العالمين الذي يُظهر الحق، و يُحقق العدل مهما طال أمد الظلم، و إن تم إثبات إدانته – فللأسف – سيؤرخ كافة نجاحاته في السجلات الإجرامية، و ليس الإنجازات الغنائية التي تعكس أخلاقيات الفن، هذا إن لم يطويها النسيان، لتكون أيقونة تسرعت في طريقها إلى الزوال.

فرحة دامت قصيرًا

وكان سعد المجرد قد تلقّى ترحيبًا فور إطلاق سراحه المشروط خلال العام الماضي، و رغم إقامته الجبرية في الأراضي الفرنسية، فإنه حصد النجاح الإكتروني لثلاث أغنيات تم إصدارهم على طريقة الفيديوكليب، شكلت الفرحة بالنسبة إلى عشاقه، و لكنها محفوفة بانتظار خبر الإفراج عنه و عودته إلى المملكة المغربية.

علمًا بأن سعد المجرد عاد إلى المغرب بتصريح خاص، إلا أنه ابتعدت عن الحفلات، و الأمسيات الغنائية، و الإعلام بصفة عامة.

ذكريات النجاح تقع تحت أقدام الشك

تأتي تلك المحطة بعد نجاح ساحق، لمسه نجم المغرب من الجماهير، فور إطلاق أغنيته الشهيرة "لمعلم"، و التي تعتبر الأكثر مشاهدة في تاريخ الأغنية العربية، فكانت صورة العشق الجماهيري لذلك الفنان لا تفارق الأذهان، و صدى الأصوات التي تعلو مع أعماله تظل حتى بعد انتهاء حفلاته، ليغدو المادة المحببة ليحكي و يتحاكى أهل الإعلام عنه، هنا؛ و مع استعادة تلك الذكريات، تساءل العديد من محبيه، ماذا حدث؟، و كيف يُفرط في نجاح كهذا؟، العديد من الأسئلة التي تصطدم بصخور الحقيقة، و تظل التهمة المؤكدة أن "سعد المجرد" وضع نفسه في ظلام دائرة الشك، حتى و إن كان بريئًا.