الصباح العربي
الثلاثاء، 19 مارس 2024 07:33 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

كرم جبر يكتب: الهسـهـس !

الصباح العربي

الأيام القادمة هى الأصعب، وأسماء لم نتخيل أن تُصاب تصدرت المشهد، ولا يوجد مكان إلا وفيه مصاب بكورونا، والمشكلة العسيرة هى أن تجد مكانا فى مستشفى.

يجب أن نتحمل ونفهم ونبتعد عن الصراخ والابتزاز.

فلا أمريكا تستطيع أن تتحمل مئات الآلاف الذين تضيق بهم المستشفيات، ولا روسيا ولا الصين ولا ألمانيا.. النظم الصحية فى العالم لم تكن مهيأة للملايين الذين أصيبوا أو المرشح إصابتهم.

وفى مصر تصورنا أننا تحكمنا فى الأمور، ولكن جاء الدور علينا الآن، وأعذر وزيرة الصحة ومستشارها الإعلامى الذى لا يرد على التليفونات، فالأعداد انفجرت مرة واحدة.

المصابون أيضاً معذورون، فمن يكح أو يعطس أو ترتفع درجة حرارته قليلاً أو حتى يتثاءب، يصيبه الذعر من كورونا، وتلعب «الهسهس» به كيفما تشاء.

ويتصور مريض كورونا أن العزل فى المستشفى هو الحل، وإذا دخله ضج بالشكوى من كل شيء، مثل عدم الاهتمام بالرعاية، دون أن يدرك أن الله وحده فى عون الأطقم الطبية.

فدائيون بدرجة أطباء، أولئك الذين يقبلون العمل فى أجواء مشبعة بالفيروس اللعين، ويسقط منهم شهداء فى ريعان شبابهم، وواجبنا أن ندعمهم ونوفر لهم كل سبل الرعاية.

فدائيون بدرجة أطباء، ويجب أن نساعدهم، ليس بالشكوى والصراخ والابتزاز، وإنما بالتعاون والتفاهم، فلا أحد يريد أن يُقصر فى حق مريض ولا يريد ذلك.

نساعد أنفسنا قبل أن نساعد الأطقم الطبية.

وأول شيء هو التأكد من أن العزل المنزلى هو الحل الأمثل للابتعاد عن أجواء المستشفيات بما فيها من مرض وعدوى، وأن يكون كل منا طبيب نفسه، ويعزل نفسه فى بيته ويأخذ العلاج المقرر وفقاً للبروتوكولات.

أما البحث عن شماعة تُعلق عليها الأسباب، مثل عدم الاهتمام والإهمال وغيرها من عبارات المتاجرين بالشعارات، فهذا لن يفيد أحدا، ويحبط من يقوم بالمساعدة.

الأزمة أكبر من أعظم الدول، وفى مصر يتم التعافى منها بدرجة معقولة، ومن لا يؤمن بذلك عليه أن يشاهد فيديوهات الرعب فى أرقى الدول وأغنى الشعوب.

نحافظ على أنفسنا ومن فى رقبتنا، فأصعب لحظة فى الحياة، هى أن تجد أمامك شخصا لا يستطيع أن يتنفس ويصرخ ويتألم، وأنت تتعذب معه بحثاً عن مكان للعلاج.

من يستطيع أن يبذل جهداً فليقدمه، ومن يقدر على المعاونة أفضل من الكلام، أو البحث عن أخطاء يتصيدها للغير، ففى أوقات الأزمات ينبغى أن يختفى تماماً المزايدون على مآسى الناس.

مزايدون لا يفعلون شيئاً إلا الشعارات الكاذبة لتشويه الجهود الضخمة التى يبذلها المخلصون، فى صمت ودون صخب أو ضجيج.

فى أوقات المحن - ونحن فى محنة شديدة - تكاتفوا وتماسكوا وتعاونوا، وليقدم كل منا ما يستطيع أن يفعله، وإن لم يقدر، فالكلمة الطيبة هى خير دواء.

نقلا عن اخبار اليوم

كرم جبر يكتب الهسـهـس

مقالات ورأى

click here click here click here altreeq altreeq