الصباح العربي
الجمعة، 19 أبريل 2024 02:16 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

في ذكرى النكبة .. القدس في عين العاصفة

الصباح العربي

تتزامن ذكرى النكبة الـ 73 مع انتفاضة القدس، وتصعيد عدوان دولة الاحتلال على قطاع غزة .. تنتفض القدس ويكشف الشباب الفلسطيني عن أبدع ما لديهم في المقاومة والنضال، ويواجه أبناء غزة القصف الإسرائيلي، بعد رشقات من صواريخ المقاومة أجبرت الاسرائيليين على الاختباء في الملاجىء، وتم تحويل حركة الطائرات في مطار «بن غوريون» إلى مسارات بديلة، وأمر جيش الاحتلال المزارعين الإسرائيليين، بتجنب الوصول إلى الحقول القريبة من حدود قطاع غزة، خاصة الجزء الجنوبي، خوفاً من نيران القناصة، كما تم وقف حركة القطارات بين عسقلان وبئر السبع حتى إشعار آخر، وتم إغلاق شاطئ «زيكيم» في غلاف غزة .

إسرائيل تدرك خطر بقاء قضية فلسطين قضية حية وقضية مركزية

في الذكرى الـ 73 لذكرى النكبة، تعيش دولة الاحتلال أزمة وجود وهوية في ظل ظاهرة تنامي الوجود الفلسطيني فعدد الفلسطينيين تضاعف منذ «النكبة»، عام 1948 إلى ما يزيد عن 9 مرات.،و بمناسبة إحياء الذكرى الـ 73 للنكبة، بلغ عدد الفلسطينيين المقدر حول العالم، مع نهاية 2020، حوالي 13.7 مليونا، بينهم 5.2 ملايين في الضفة الغربية (بما فيها القدس)، وقطاع غزة.. إسرائيل تعي وتدرك الخطر الديموغرافي الفلسطيني، وتعلم أن الخطر الأكبر في إبقاء قضية فلسطين قضية حية وقضية مركزية للعالم العربي والإسلامي، وكلما جرت محاولات لتهميشها وإغلاق ملفاتها تعود لتفرض نفسها مجددا، والآن تتصدر قضية القدس العناوين كونها معادلة الصراع، وبوابة دولة الاحتلال لفرض شرعيتها المفقودة تاريخيا وجغرافيا.

هل نشهد القدس مولد انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

القدس في عين العاصفة، ومنذ تاريخ النكبة، 15 مايو/ آيار 1948، حين صدمت الأمة بمولد إسرائيل وسط العالم العربي وفي قلبه..وقدر المدينة المقدسة أن تشهد تحولات تاريخية وصراعات وجود ونفوذ على مدى تاريخها العربي الطويل ..ومع اشتعال مشاهد العنف الإسرائيلي في الزمن الحيّ الراهن، تساءل سياسيون ومحللون: هل تشهد القدس مولد انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

ويرى المحلل السياسي الأردني ورئيس قناة المملكة الفضائية، فهد الخيطان، إذا لم تفلح الجهود العربية بتحريك موقف أمريكي ودولي ضاغط على إسرائيل للتوقف عن ترحيل الفلسطينيين قسرا من بيوتهم في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى محاذية، والامتناع التام عن انتهاك حرمة الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، فإن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة يغدو ممكنا بقوة.

لم يعد للشعب الفلسطيني ما يخسره، وهو يرى أرضه تسلب ومقدساته تستباح، وحقه في الدولة المستقلة على ترابه الوطني يتلاشى..إذا لم تنفجر الانتفاضة الفلسطينية هذه المرة، فإنها مؤكدة في موعد ليس بعيدا.

القدس في عين العاصفة

ورصدت دراسة علمیة دقیقة أعدھا الدكتور ولید سالم، الأستاذ المساعد في جامعة القدس، المراحل الثلاث التي اعتمدھا الكيان الإسرائيلي لتھوید القدس منذ احتلالھا عام1967 والتي بدأھا في 7 يونيو/ حزیران، بھدم «بوابة مندلبوم» التي كانت مثابة «نقطة عبور» بین القدس الغربیة والقدس الشرقیة، ثم مدّ شبكة الباصات الإسرائیلیة الى القدس الشرقیة، وقام بتوحید شبكة المیاه والمجاري والخدمات العامة. أي كامل البنیة التحتیة، بصرف النظر عن كفاءة ما ھو موجود في «الغربیة» وتھاوي ما ھي علیه «الشرقیة». ثم وبعد عشرین یوماً أصدر الكنیست ثلاثة قوانین لتعزیز ضم القدس الشرقیة، قضت بسریان قانون أنظمة الدولة والقضاء على القدس الشرقیة، إضافة لتفعیل قانون حارس أملاك الغائبین وقانون استملاك الأراضي للمنفعة العام، .بما یسمح بمصادرة الأراضي في القدس الشرقیة، بعد إزالة حیّي باب المغاربة وحي الشرف.

حقائق التاريخ .. وشواهد الجغرافيا

وفي محاضرة له بجامعة تل أبيب ، في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2011 ،أكد عالم الآثار «رافاييل جرينبرج » أنه كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع ، غير أن عمليات الحفر التي تجرى دون توقف في مدينة داود بحّي سلوان بالقدس ، لم تعثر على شىء !! وتقول عالمة الآثار اليهودية الشهيرة الدكتورة « شولاميت جيفا » ـ أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب ـ إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفا أن يكون أداة للحركة الصهيونية ، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة .

وهي نفس الرؤية التي كشف عنها الكاتب الأمريكي اليهودي «كيث ويتلم » في دراسة بعنوان «إختراع التاريخ اليهودي القديم ، وخنق التاريخ الفلسطيني كله »

تاريخ القدس الحضاري

وفي شهر يوليو/ تموز 1998 ، أعلن فريق من علماء الآثار العاملين في دوائر الآثار الإسرائيلية ، أن القدس كانت مدينة مهمة متطورة ، وإستندوا في إعلانهم إلى عمليات التنقيب التي أجروها في القدس الشرقية طوال عامين ، وأدت إلى إكتشافهم نظاما معقدا لجر المياه وصفوه بأنه « أحد الأنظمة الأكثر تعقيدا وحماية في الشرق الأوسط » وبأنه يرجع ما قبل عام 1800 ق . م ، وكانت المدن العمورية والكنعانية واليبوسية في تلك الآونة قد بلغت شأوا عاليا من الحضارة .. وفي الإصحاحات ( 14 ـ 21 ) من سفر التكوين بالتوراة ، ورد أن أبا الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام وصل إلى مدينة القدس وكان « مليكي صادق» الذي تذكره الكتب العبرية القديمة بهذا الاسم ، ملكا لمدينة «شالم » أقدم اسم للقدس ، وهو من اليبوسيين وهم فرع من الكنعانيين أجداد العرب.

عروبة القدس بنص «التوراة»

والنص التوراتي يشير إلى الحقائق التالية : أولا : أن صاحب القدس أو «شالم » كان في الأصل من الكنعانيين أجداد العرب وليس من العبرانيين أجداد اليهود .. ثانيا : أن الذي وفد على هذا المكان وأهله من العرب الكنعانيين ، هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، ومعنى هذا أن أنبياء اليهود جاءوا من بعده ، وهنا تثبت عروبة القدس بنص التوراة نفسه.

في ذكرى النكبة القدس عين العاصفة

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq