الصباح العربي
الثلاثاء، 16 أبريل 2024 01:40 مـ
الصباح العربي

المرأة والصحة

تنقية الجسم من السموم

الصباح العربي

الأنظمة الغذائيّة التي ترفع شعار «تنقية الجسم من السموم»، أو «الديتوكس»، واسعة الانتشار، لا سيّما على وسائل التواصل، وهي مرادف للحميات غير الصحية حسب اختصاصيي التغذية! تُسمّى الأنظمة الغذائيّة المذكورة، بتسميات مختلفة، منها: «ديتوكس الماء»، و«ديتوكس العصائر»، و«ديتوكس الخضراوت»، و«ديتوكس التونا»، و«ديتوكس الموز»، إلخ... في السطور الآتية، توضّح اختصاصية التغذية بتول توتنجي لـ «سيدتي» حقيقة هذه الأنظمة التي لا تقوم على أسس علميّة سليمة.

تظهر دراسات عدة أن أنظمة «الديتوكس» الغذائيّة الشائعة تقوم على شرب الكثير من السوائل، والحدّ من استهلاك السعرات الحراريّة من الطعام، لوقت معيّن، ما يقود في نهاية المطاف إلى الإخلال بنسبة المعادن في الجسم، ويتسبّب بالعديد من العوارض، مثل: الغثيان والقيء والتعب الشديد وقلّة التركيز والصداع، بالإضافة إلى الشعور بعدم الراحة في المعدة أو الإسهال بدرجة كافية للوصول إلى الجفاف والإخلال بتوازن المعادن والأملاح المتوافرة في الجسم أو حتى الإمساك بسبب الانخفاض الشديد في نسبة الألياف في الجسم.

لا داعي لاتباع نظام غذائي «ديتوكس» لغرض تنقية الجسم من السموم

في شأن خسارة الوزن، من المعروف أن الجسم يخسر بعض الكيلوغرامات بشكل سريع نتيجة لاتباع أنظمة «الديتوكس» الخفيفة في محتوياتها من النشويات والبروتينات والدهون، ما يقلل من الطاقة اليوميّة. لكن النسبة الأكبر من الكيلوغرامات المفقودة عبارة عن عضلات وماء وجزء ضئيل للغاية من الدهون. بذا، ينخفض معدّل الإحراق في الجسم بشدة. لمجرد معاودة تناول الطعام من جديد، فإن الوزن سيرتفع بسرعة مجدّداً!

كيف يتخلّص الجسم من السموم؟

بالمقابل، تتوافر المواد السامّة في كل مكان؛ قد يتعرض الجسم إلى المواد المذكورة من الخارج أو من الداخل. في هذا الإطار، توضّح الاختصاصيّة أن «السموم الداخليّة ينتجها الجسم، مثل: حمض اللاكتيك واليوريا والبراز، فيما مصادر السموم الخارجية هي: المواد الكيمائيّة التي تدخل في تركيبات منتجات التنظيف ومستحضرات التجميل والملوّثات في الهواء أو الماء والمبيدات الحشريّة التي تستخدم في زراعة الطعام». وتقول الاختصاصيّة إن «الجسم يتخلّص من السموم، بصورة يوميّة، من خلال أعضاء، مثل: الكبد والجهاز التنفّسي والجهاز الهضمي والجلد والكلى. لذا، لا داعي لاتباع نظام غذائي معين لهذا الغرض».

تقوم أعضاء الجسم بالتخلص من السموم وفق الآتي:

• الكبد: يُعدّ الكبد من أعضاء الجسم الأكثر كبراً، وهو يساعد في إزالة السموم ومعالجة المواد الغذائيّة والأدوية المختلفة. الجدير بالذكر أن الحفاظ على صحّة الكبد تدعو إلى الالتزام بنظام غذائي صحّي ومتوازن.

• الجهاز التنفّسي: تعمل الشعيرات الصغيرة داخل الأنف على تنقية الهواء الذي يدخل الجهاز التنفسي من الأوساخ، أثناء عمليّة التنفس. كما تُخلّص الرئتان الجسم من غاز ثاني أكسيد الكربون خلال الزفير، أثناء عمليّة التنفّس.

• الجهاز الهضمي: تحتوي الأمعاء الدقيقة على مجموعة من العقد اللمفاوية التي تنقّي الطعام من الطفيليات، أو أي سموم ومواد غريبة قد تتوافر فيه، وذلك قبل أن تمتصّ منطقة القولون العناصر الغذائيّة من الطعام، وتنقلها إلى الدم.

• الجلد: هو العضو الأكبر في الجسم؛ يقوم بدور الحاجز الدفاعي عنه، إذ يقيه من دخول بعض المواد الضارّة إليه. لكن، لا تزال الدراسات قائمة حول التعرّق، ودوره في مساعدة الجلد على التخلّص من السموم.

• الكليتان: هما تنقيان الجسم من السموم، مع تصفية الأخيرة من الدم إلى البول.

5 نصائح لطرد السموم من الجسم

في الآتي، تعدّد الاختصاصيّة خمس نصائح لطرد السموم من الجسم:

1 شرب كمية مضافة من الماء، الذي يُُساعد الجسم في تنظيم حرارته، والحفاظ على الترطيب، بالإضافة إلى تحسين عمليّة الهضم وتعزيز وظيفة امتصاص المواد الغذائيّة وحماية الأعضاء الرئيسة، كما محاربة الارتفاع في ضغط الدم.

2 التقليل من تناول الأطعمة المصنّعة المحتوية على مواد ونكهات كيميائيّة وملوّنات ودهون مشبّعة وغير مشبّعة، مع الإشارة إلى أن الالتزام بالنصيحة المذكورة يُخفّف من نسبة الأكسدة والالتهابات في الجسم. بالمقابل، تشتمل صنوف الأغذية التي تقلّل الالتهابات في الجسم، على: المكسّرات والبذور والخضروات الورقيّة والثوم والبصل والبروكولي والقرنبيط والسمك والكركم والزنجبيل والفطر.

3 اتباع نظام غذائي صحّي ومتوازن محتو على النشويات المعقّدة والبروتينات والدهون الصحّية والألياف والفواكه والخضروات، فالعناصر المذكورة ضروريّة للجسم للتزوّد بالطاقة والحفاظ على صحّة الأمعاء وعمليّة الهضم، كما التخفيف من احتماليّة الإصابة بالأمراض. تشتمل المأكولات التي تعزّز صحّة الأمعاء، على: الزبادي والثوم والحبوب الكاملة والخضروات الداكنة والفواكه (الموز والتفّاح، خصوصاً).

4 الإقلاع عن التدخين، الأمر الذي يزيد الأُكسيجين في الدم ويسمح للرئتين باستعادة وظائفهما ويخفض احتماليّة الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، كما يُحسّن وظيفة الدورة الدمويّة.

5 الاسترخاء خلال اليوم، كما النوم لساعات كافية في كلّ ليلة، ما يعزّز جهاز المناعة ويزيد قدرة الجسم على محاربة الفيروسات، ويقلل من احتماليّة الإصابة ببعض الأمراض.

تنقية الجسم السموم

المرأة والصحة

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq