الخميس 22 مايو 2025 11:04 مـ 24 ذو القعدة 1446 هـ
×

التيار الصدري… مقاطعة تكتيكية أم تمهيد لعودة انتخابية مفاجئة؟

الإثنين 5 مايو 2025 11:50 صـ 7 ذو القعدة 1446 هـ
الصدري
الصدري

رغم الإعلان الواضح من التيار الصدري بمقاطعته الانتخابات المقبلة، إلا أن المشهد السياسي العراقي لا يخلو من إشارات توحي بعكس ذلك، تحركات ميدانية، ودعوات لتحديث البيانات الانتخابية، وظهور رموز محسوبة على التيار، كلها مؤشرات تدفع للتساؤل: هل فعلاً انسحب الصدر من اللعبة، أم أنه يجهز لمفاجأة مدروسة؟

على السطح، يبدو التيار غائباً عن التنافس الانتخابي، لكن في العمق، لا تزال تحركاته تثير الجدل داخل الأوساط السياسية، فالصدر لم يعلن حل التيار أو تعليق نشاطه، بل اختار أن يراقب المشهد من مسافة، مع احتفاظه بقدرته على التأثير والتدخل في اللحظة التي يراها مناسبة.

التيار الصدري يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة ومنظمة، قادرة على قلب المعادلات في أي وقت، لذلك، فإن مجرد موقفه من العملية الانتخابية، سواء بالمقاطعة أو المشاركة، يحمل وزنًا سياسيًا كبيرًا يُربك حسابات خصومه.

ما يعزز الشكوك حول نوايا التيار، هو اهتمامه الملحوظ بتحديث بيانات ناخبيه، وهي خطوة لا تتماشى مع مقاطعة مطلقة، مثل هذه الدعوات قد تكون وسيلة ضغط، أو إشارة إلى نية استخدام القاعدة الجماهيرية في لحظة حاسمة لفرض معادلات جديدة.

في المقابل، تتداول بعض الأطراف السياسية سيناريوهات عن إطلاق قوائم جديدة لا ترتبط بالتيار اسميًا، لكنها تدار من خلف الستار، ورغم عدم وجود دلائل واضحة على تبني هذه الخطة، إلا أن الفكرة بحد ذاتها تثير قلق الخصوم.

مع ذلك، يرى البعض أن هذا الأسلوب لا ينسجم مع نهج التيار، المعروف بصراحته في المواقف وتحمله المسؤولية المباشرة عن قراراته، فالصدر غالبًا ما يُفضل الظهور العلني على اللجوء إلى الأساليب غير المباشرة أو "مرشحي الظل".

منذ خروجه من البرلمان عام 2022، لم يتراجع تأثير الصدر، بل ظل حاضراً عبر الشارع، ومنصات التواصل، والتظاهرات، ما يرسّخ مكانته كفاعل سياسي حتى دون وجود مؤسسي داخل البرلمان.

تجربة الصدر مع الانسحاب والمواجهة من خارج المؤسسات ليست جديدة، فقد استخدم سابقًا هذا التكتيك لإحداث تغييرات جوهرية، وأثبت أن وجوده خارج اللعبة لا يقل خطورة عن وجوده داخلها.

ومع تصاعد التوترات السياسية، يبدو أن التيار الصدري يفضل البقاء في موقع "اللاعب المجهول" الذي لا أحد يعرف متى وكيف سيتحرك، لكنه بالتأكيد، لم يغادر رقعة الشطرنج.