• الرئيسية
• الرياضة

اقترب الاتحاد العراقي لكرة القدم من إتمام التعاقد مع المدرب الأسترالي غراهام أرنولد لقيادة المنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة، بعد قرار إقالة الإسباني خيسوس كاساس في شهر مارس الماضي، إثر الخسارة أمام منتخب فلسطين في العاصمة الأردنية عمّان بنتيجة هدفين مقابل هدف، وهو ما تسبب في موجة غضب جماهيري واسعة دفعت الاتحاد للتحرك سريعًا لإيجاد بديل قادر على إنقاذ حلم التأهل إلى كأس العالم 2026.

الشخصية التي وقع عليها الاختيار ليست غريبة عن أجواء التحديات، فقد استقر الاتحاد على أرنولد عقب مفاوضات مكثفة تم خلالها الاتفاق على جميع البنود، دون وضع شرط مالي في حال الفشل في بلوغ النهائيات، إذ سيحصل المدرب البالغ من العمر 61 عامًا على راتب شهري يصل إلى 75 ألف دولار، مع إمكانية إنهاء التعاقد دون أعباء مالية في حال قرر أي من الطرفين الانفصال قبل الموعد المحدد.

سيبدأ أرنولد مهمته مباشرة بقيادة العراق في مواجهتين مفصليتين أمام كوريا الجنوبية على ملعب البصرة يوم الخامس من يونيو، ثم ضد الأردن يوم العاشر من الشهر نفسه في عمّان، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وفي حال نجح في تحقيق العلامة الكاملة والتأهل المباشر، سيتم تمديد عقده حتى نهاية عام 2027، أما إذا دخل المنتخب في حسابات الملحق، فسيستمر حتى نهاية مشوار التصفيات دون تغيير في شروط التعاقد.

وفي إطار تهيئة الأجواء أمام الجهاز الفني الجديد، قرر الاتحاد تعليق مباريات الدوري المحلي مؤقتًا، لمنح المدرب الجديد فرصة لمتابعة اللاعبين عن قرب، كما بدأ التحضير لمعسكر داخلي في مدينة البصرة، مع اتفاق مبدئي لإقامة مباراة ودية أمام أوزبكستان في نهاية الشهر الحالي، كجزء من التحضيرات الجادة قبل المواجهتين الحاسمتين.

ومن المقرر أن يصل أرنولد إلى العراق برفقة جهاز فني أجنبي بالكامل يتكون من سبعة مساعدين، دون وجود أي عنصر من الكوادر العراقية، وقد بدأ الفريق الفني بجمع معلومات دقيقة عن المنتخبات المنافسة في المجموعة، وعلى رأسها كوريا الجنوبية والأردن، ضمن خطة إعداد دقيقة تعتمد على التحليل الفني والبدني.

ويضم الطاقم المساعد أسماء معروفة، مثل رينيه مولينستين الذي سبق له العمل في مانشستر يونايتد تحت قيادة الأسطورة أليكس فيرغسون، ويتميز بقدراته الكبيرة في تنظيم الهجوم، إضافة إلى لوك ويلكشير الذي سيتولى مهام التدريب الميداني وتحليل أداء اللاعبين، كما يشرف جون كراولي على تدريبات حراس المرمى، ويتولى فابيان إيرمان الجانب البدني وتحليل الحمل التدريبي، بينما يقوم آدم باربيرا بمهمة تحليل الأداء الفني، ويُشرف مايكل زابوني على العلاقات الإعلامية للمنتخب.

الاتحاد العراقي يُفضّل خوض الوديات في مدينة البصرة، لكنه وضع العاصمة القطرية الدوحة كخيار بديل في حال واجه مشاكل تنظيمية أو لوجستية، في محاولة لتوفير أفضل بيئة إعداد قبل خوض المعترك الآسيوي الصعب.

غراهام أرنولد، الذي وُلد في سيدني عام 1963، خاض 56 مباراة دولية مع أستراليا سجل خلالها 19 هدفًا، وسبق له تدريب عدد من أبرز الأندية في بلاده مثل سنترال كوست مارينرز وسيدني إف سي، وحقق نجاحات كبيرة على الصعيد المحلي، كما قاد المنتخب الأسترالي إلى دور الـ16 في كأس العالم 2022 في قطر، إلى جانب قيادته للمنتخب الأولمبي خلال مشاركته في أولمبياد بكين 2008، ويُعرف باستخدامه لأساليب هجومية متنوعة، منها 4-3-3 و4-2-3-1.

تجدر الإشارة إلى أن أرنولد أنهى مسيرته مع منتخب أستراليا في سبتمبر من العام الماضي بعد انطلاقة ضعيفة في التصفيات الحالية، وانتقل لفترة قصيرة إلى العمل في مجال الرغبي كمستشار مع نادي "ساوث سيدني رابتوز"، قبل أن يعود لعالم كرة القدم من بوابة العراق.

التحدي الذي ينتظر أرنولد لن يكون سهلًا، خاصة أن المنتخب العراقي يحتل المركز الثالث في مجموعته برصيد 12 نقطة، وهو مركز لا يضمن التأهل المباشر، إلا أن الاتحاد يعول على خبرة المدرب الأسترالي في التعامل مع الضغوط، واستغلال فترة توقف الدوريات الأوروبية لمراقبة اللاعبين المحترفين خارج العراق، في إطار خطة إعداد شاملة يقودها رئيس الاتحاد عدنان درجال، الذي حصل على دعم المكتب التنفيذي للمضي قدمًا في مشروع إعادة المنتخب إلى الواجهة القارية والدولية، وتحقيق أول تأهل إلى كأس العالم منذ نسخة المكسيك عام 1986.