طرابلس تشتعل بعد مقتل ”غنيوة”.. قوات الردع تفرض السيطرة والدبيبة يتوعد

تشهد العاصمة الليبية طرابلس توترًا أمنيًا غير مسبوق، عقب تصاعد الاشتباكات المسلحة بين التشكيلات الأمنية، بعد مقتل عبد الغني الككلي، الملقب بـ"غنيوة" قائد جهاز دعم الاستقرار، الذي كان يُعد أحد أبرز قادة المجموعات المسلحة في العاصمة منذ أكثر من عقد.
قوات جهاز الردع والأمن القضائي شنت هجومًا واسع النطاق على مقرات اللواء 444، وتمكنت من محاصرته داخل معسكر التكبالي، بالتوازي مع قصف مدفعي عنيف شلّ حركة عناصره، وامتدت الاشتباكات إلى مناطق استراتيجية قريبة من مقر الحكومة، ما زاد من حدة التوتر في شوارع طرابلس.
سيطرت قوات الردع على عدة مواقع حساسة، من بينها سجن القضائية ومقر المخابرات الخارجية وسجن المفتوحة، في تحرك يوصف بأنه محاولة لإعادة ترتيب موازين القوى الأمنية، بعد سنوات من تحكم التشكيلات المسلحة المتعددة في مفاصل العاصمة.
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عقد اجتماعًا أمنيًا عاجلًا، مؤكدًا أن زمن الفصائل الأمنية الموازية قد انتهى، وأن جميع المؤسسات العسكرية والأمنية يجب أن تخضع لسلطة الدولة فقط، معلنًا أن الحكومة ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي جهة تعرقل بسط سيادة القانون.
المعارك التي شهدتها مناطق السراج والهضبة الشرقية وأبو سليم، أوقعت عددًا من القتلى المدنيين، إلى جانب دمار طال بعض الأحياء السكنية، وسط نداءات إنسانية تطالب بوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للسكان العالقين في مناطق القتال.
مقتل "غنيوة" أعاد خلط الأوراق داخل طرابلس، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع بين مراكز القوى المسلحة، في وقت يُخشى فيه أن تؤدي هذه التطورات إلى انزلاق العاصمة نحو دوامة من العنف والفوضى، إذا لم تُحسم الأمور سريعًا بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية.