الخميس 29 مايو 2025 11:22 صـ 1 ذو الحجة 1446 هـ
×

تركيا تحشد وقسد تُسلح أنصارها.. هل تندلع الحرب في الشمال السوري؟

الإثنين 26 مايو 2025 01:20 مـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
قسد
قسد

تشهد مناطق شمال شرق سوريا تصعيدًا ميدانيًا ينذر باشتعال مواجهة عسكرية كبرى، في ظل تعثر تنفيذ الاتفاق المبرم بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والذي ينص على اندماج الأخيرة ضمن وزارة الدفاع السورية، ومع اقتراب المهلة المحددة من قبل الجيش السوري، بدأت تركيا بحشد قوات ضخمة قرب مناطق سيطرة قسد، بينما بادرت الأخيرة إلى تسليح مناصريها في مدن الحسكة والقامشلي ومحيطها.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجيش التركي دفع بتعزيزات غير مسبوقة من حيث الحجم والتسليح نحو منطقة شرق الفرات، في خطوة تسبق، على ما يبدو، عملية عسكرية تركية محتملة ضد قسد، بالتنسيق مع دمشق، ويشمل هذا الحشد أكثر من 135 دبابة ومدافع وآليات مدرعة، في تحرك وصفته المصادر بأنه الأكبر من نوعه منذ سنوات.

في المقابل، ردت قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق حملة تسليح داخلي تستهدف الموالين لها في المدن والبلدات الكردية. وبحسب مصادر من داخل الحسكة، فقد تم توزيع أسلحة رشاشة على أفراد موالين لقسد بعد إجراء دراسات أمنية، في محاولة لخلق "درع شعبي" في حال اندلاع المواجهة، ويجري استثناء العوائل العربية من هذه الحملة، وسط مخاوف من انضمامهم للجيش السوري في حال احتدمت المعارك.

وتنذر التطورات الحالية بتصعيد ميداني محتمل، خاصة بعد انتهاء المهلة التي منحتها وزارة الدفاع السورية لقسد حتى 27 مايو للاندماج في الجيش، وإلا ستُصنّف قواتها كـ"فصائل خارجة عن القانون"، ورغم الضغوط من دمشق وأنقرة، تواصل "قسد" التمسك بموقفها، مع تصاعد في خطابها ضد ما تصفه بـ"مركزية السلطة" في دمشق، وتحذيرها من خطر اندلاع حرب أهلية.

سياسيًا، دعا آلدار خليل، أحد أبرز قادة الإدارة الذاتية، إلى تعديل دستور سوريا والاعتراف بالقضية الكردية، مشددًا على أن الحل لا يكون عبر "الإملاءات التركية" بل من خلال حوار شامل يعكس واقع القوى على الأرض، واعتبر أن حلّ حزب العمال الكردستاني نفسه قد يُمهّد لتحولات في المشهد الإقليمي، إذا تجاوبت تركيا مع التطورات الأخيرة.

وتبقى الأوضاع في شمال سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات، وسط تزايد الحديث عن صدام وشيك بين تركيا وقسد، وإشارات ضمنية إلى توافق تركي سوري وربما أميركي على إنهاء الوضع القائم في مناطق الإدارة الذاتية، وفي ظل هذا الحادث يبقى مصير المنطقة مرهونًا بقدرة الأطراف على تجنب الصدام أو الاستعداد الكامل له.