تمرد شعبي في أوكرانيا يواجه سياسة التجنيد الإجباري بعنف

تتصاعد في أوكرانيا بشكل ملحوظ موجة من الرفض الشعبي لسياسات التجنيد الإجباري التي فرضتها السلطات وسط استمرار الصراع المسلح، و في العاصمة كييف، شهد أحد مراكز التجنيد احتجاجات حادة.
حيث رفض المجندون الأوامر العسكرية وتمسكوا بالاحتجاج داخل إحدى الغرف مستخدمين العصي كوسيلة للدفاع، مما اضطر القوات الأمنية إلى التدخل لفض التمرد واستعادة السيطرة على المركز.
وفي مدينة كاميانيتس بوديلسكي، احتشد ما يصل إلى المئة من الرجال والنساء والأطفال لمنع نقل مجند بالقوة بسيارة تابعة للسلطات، كما استخدم المحتجون تكتيكات مدنية قوية، حيث قاموا بثقب إطارات السيارة لمنعها من المغادرة، ما دفع إدارة التجنيد الإقليمي إلى تحذيرهم من أن هذه الأفعال قد تصنف كخيانة للوطن.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع فيديو توثق عمليات تجنيد قسرية، يظهر فيها رجال ينقلون إلى الخدمة العسكرية بالقوة في حافلات صغيرة، وبعضهم يتعرض للاعتداء والضرب أثناء الاحتجاز.
و هذه المشاهد أثارت غضب واسع في الأوساط الشعبية، وزادت من حجم رفض المواطنين لخوض معارك باتت تبدو بلا أفق ولا جدوى.
تفرض القوانين الأوكرانية الحالية خلال فترة الأحكام العرفية قيودًا صارمة على الرجال بين 18 و60 عامًا، حيث يمنع مغادرتهم البلاد، ويعاقب التهرب من التجنيد بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
إلا أن كثيرين يرون أن السلطات تجبرهم على المشاركة في حرب ممتدة دون أمل في حل سياسي أو سلام، مما يفاقم من معاناتهم ويزيد من حالات التمرد والرفض.
المشهد الحالي يعكس أزمة ثقة عميقة بين الشعب والحكومة، يجسد حالة من الاستياء والاحتقان الاجتماعي المتصاعد، حيث يشعر العديد بأنهم يستخدمون كورقة في صراع طويل بلا نهاية واضحة، ما دفع البعض إلى مواجهة القرارات بالقوة والرفض العلني، في محاولة للضغط على النظام لإعادة النظر في سياساته.