فضل وأعمال يوم تُغسل فيه القلوب.. ما حُكم توجيه الدعاء بالشر على الناس أثناء رمي الجمرات في يوم عرفة؟؟

في لحظة سماوية لا تشبهها لحظة نحو موعدٍ ربّانيّ فريد، إنّه يوم عرفة، يومٌ تتبدّل فيه ملامح الدنيا، وتغمر السكينة القلوب التي تحمل الدعاء، وتُشرَع فيه أبواب السماء كأنها تنتظر من يطرقها بخشوع.
الشيخ محمد البدالي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، سلّط الضوء على هذا اليوم المبارك خلال لقاء تلفزيوني، مشيرًا إلى أن صيام يوم عرفة ليس كأي صيام، بل هو كفارة لذنوب عام مضى وعام قادم، وكأن الإنسان يُمنَح فرصة لإعادة ترتيب صحيفته مرتين مجانًا من خزائن الرحمة الإلهية.
وأكد البدالي أن العشر الأوائل من ذي الحجة تحمل في طياتها من الفضل ما لا تضمه أيام أخرى، كيف لا وقد أقسم الله بها في سورة الفجر:(وَلَيَالٍ عَشْرٍ)
وهي الأيام التي تشمل من شعائر الدين ما يرفع العمل الصالح فيها إلى مقام الجهاد في سبيل الله.
وعن بعض التجاوزات التي تقع أثناء رمي الجمرات، انتقد البدالي سلوكيات غريبة دخيلة، مثل استخدام النعل في الرمي، أو توجيه الدعاء بالشر على الناس، مبينًا أن تلك التصرفات لا أصل لها في سُنّة الحبيب المصطفى مُحمد، والذي أمرنا بالاقتداء به في العبادة: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
ولم يغفل الشيخ الإشارة إلى أن يوم عرفة هو من "الأيام المعلومات" المذكورة في القرآن الكريم، والتي أثنى الله عليها بقوله: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)
وهي أيام تتزاحم فيها النوايا الطيبة وتُرصَد فيها الأجور العظيمة.
أما أعمال يوم عرفة، فهي كثيرة، ولكل مسلم حظ فيها إن شاء الله، وأبرزها:
- الذكر الخالص: من تسبيح وتهليل وتكبير وحمد
- قراءة القرآن: بنية التدبر والعمل لا التلاوة فقط
- الاستغفار: باب يُقرَع في كل حين
- الصدقة: بالقليل قبل الكثير، فالله ينظر للنية
- صلة الأرحام: لأنها تفتح أبوابًا من الخير الدنيوي والأخروي
وأخيرًا يبقى يوم عرفة فرصة ربانية لتجديد العهد مع الله، وفرصة لكل قلب أتعبته الذنوب ليعود خفيفًا نقيًا، فالعبرة ليست فقط بالوقوف بجبل الرحمة، بل بالارتقاء نحو الرضا والغفران.