كلاسيكو الخليج.. السعودية تواجه البحرين في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال أمريكا 2026

يخوض المنتخب السعودي مواجهة حاسمة مساء الخميس 5 يونيو 2025، حين يحل ضيفًا على منتخب البحرين ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، في لقاء لا يقبل سوى الانتصار إذا ما أراد "الأخضر" إبقاء فرصه قائمة في سباق التأهل المباشر.
اللقاء يُقام على أرضية ملعب البحرين الوطني، وسط أجواء مشحونة بتعقيدات الترتيب، حيث يجد المنتخب السعودي نفسه في المركز الثالث برصيد 10 نقاط، خلف أستراليا صاحبة المركز الثاني بـ13 نقطة، بينما ضمنت اليابان العبور مبكرًا بعد أن جمعت 20 نقطة، فيما يلاحق منتخب إندونيسيا بخطى قريبة برصيد 9 نقاط، ويقبع كل من البحرين والصين في ذيل المجموعة بـ6 نقاط لكل منهما.
المنتخب السعودي يدرك أن المهمة تتجاوز مجرد الفوز في هذه المواجهة، إذ إن الحسابات المعقدة تفرض عليه انتظار نتائج المنتخبات الأخرى، خاصة مواجهة اليابان وأستراليا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فارق الأهداف لا يخدمه، حيث سجل أربعة أهداف فقط، وتلقى ستة، مقارنة بأستراليا التي سجلت 13 هدفًا واهتزت شباكها خمس مرات.
الهزيمة أو حتى التعادل أمام البحرين قد تعني خسارة فرصة التأهل المباشر، ودخول السيناريو البديل عبر الملحق القاري، الذي ينطلق في أكتوبر المقبل بنظام المجموعتين على ملاعب محايدة، ويتأهل متصدر كل مجموعة إلى كأس العالم مباشرة، فيما يلعب صاحبا المركز الثاني مواجهة فاصلة لتحديد الطرف الآسيوي في الملحق الدولي، الذي سيحدد المتأهل من بين أبطال قارات أخرى.
هيرفي رينار، المدير الفني للمنتخب السعودي، أبدى ثقته في قدرة لاعبيه على التعامل مع ضغط المرحلة، مشيرًا في المؤتمر الصحفي إلى أن الفريق يتحلى بالتركيز والانضباط، واصفًا اللقاء أمام البحرين بأنه "منعطف لا يقبل الخطأ"، وأضاف أن معرفة نتيجة أستراليا واليابان مسبقًا تمنحه فرصة لإعداد الفريق بشكل أكثر دقة، مؤكدًا أن الوضع الحالي يتطلب استثمار كل التفاصيل الصغيرة لصالح الفريق.
ويعتمد "الأخضر" في هذه المباراة على خبرة لاعبيه في التعامل مع المواقف الصعبة، إضافة إلى رغبته في تصحيح المسار بعد أداء متذبذب خلال الجولات الماضية، حيث اكتفى الفريق بنتائج متفاوتة، كان أبرزها الفوز على الصين والتعادل مع اليابان.
على الجهة المقابلة، يسعى منتخب البحرين إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق فوز قد يعيد إحياء آماله، وإن كانت الحسابات ضده، إلا أن الطموح في تسجيل مفاجأة لا يزال قائمًا، ما يزيد من صعوبة المواجهة على الضيوف.
وتحمل المواجهة بين المنتخبين طابعًا خاصًا نظرًا لتاريخ طويل من اللقاءات، بلغ عددها 37 مباراة رسمية بين الطرفين، منها لقاءات في تصفيات المونديال وكأس آسيا ودورات الخليج، إضافة إلى وديات معترف بها، وتميل الكفة لصالح المنتخب السعودي الذي خرج فائزًا في 19 مناسبة، مقابل 8 انتصارات للبحرين، وانتهت 10 مباريات بالتعادل، بينما بلغ عدد أهداف "الأخضر" في تلك المواجهات 57 هدفًا، مقابل 32 هدفًا للمنتخب البحريني.
الجماهير السعودية تترقب ما ستسفر عنه هذه المواجهة المصيرية، وهي تعلم أن الفوز على البحرين لا يكفي وحده، بل يجب أن يترافق مع نتائج أخرى تصب في صالح فريقها، لتبقى آمال التأهل قائمة حتى الجولة الأخيرة، في انتظار ما إذا كان "الأخضر" قادرًا على تجاوز هذه المرحلة الحرجة بنجاح.