الجمعة 13 يونيو 2025 01:02 مـ 16 ذو الحجة 1446 هـ
×

أزمة جود بيلينغهام تُربك منتخب إنجلترا.. خلاف داخلي واتهامات تفتح ملف ”المعاملة الخاصة”

الخميس 12 يونيو 2025 03:07 مـ 15 ذو الحجة 1446 هـ
جود بيلينغهام
جود بيلينغهام

اشتعلت الأجواء داخل المنتخب الإنجليزي بعد وصف أثار جدلًا واسعًا حول تصرفات جود بيلينغهام في الملعب، حيث تسببت كلمة واحدة في تصعيد التوتر داخل الفريق، وزادت الضغوط على إدارة الاتحاد الإنجليزي في التعامل مع نجم يُعد من أبرز عناصر التشكيلة الحالية.

أثار وصف “المنفر” المرتبط بسلوك بيلينغهام موجة انتقادات، بعدما طُرح على لسان مدرب المنتخب كإشارة منسوبة إلى والدته، وهو ما أدى إلى تشويه صورة اللاعب دون توضيح مقصود، خاصة أن العبارة باتت تتردد على ألسنة المشجعين بشكل سلبي رغم نفي المدرب تبنيها شخصيًا.

وبلغ بيلينغهام عامه الحادي والعشرين مؤخرًا، ولا يزال في مرحلة مبكرة من مسيرته الدولية، حيث يتميز بالحماس والحدة، ويخلط أحيانًا بين الثقة المفرطة وردود الفعل المتسرعة، ما يجعل شخصيته محل جدل دائم داخل الملعب وخارجه.

وقدّم بيلينغهام مستويات لافتة مع ناديه والمنتخب، وظهر كلاعب وسط يمتلك موهبة واضحة وقدرة على قراءة اللعب، كما حافظ على سلوك محترم تجاه زملائه والجماهير خارج المستطيل الأخضر، وهو ما يجعل التناقض بين شخصيته داخل وخارج الملعب أمرًا لافتًا.

لكن وصفًا مثل "المنفر" سيبقى يلاحق اللاعب في الإعلام وعلى منصات التواصل، تمامًا كما التصقت كلمات مشابهة بلاعبين سابقين وشكّلت جزءًا من سردية سلبية طغت على مسيرتهم، خاصة حين يتعلق الأمر بنجوم تحيطهم الأضواء منذ أعمار مبكرة.

ويُتوقع أن يواجه الاتحاد الإنجليزي ضغوطًا لتبرير هذا الجدل عبر الإشارة إلى احتمالية سوء الترجمة أو تأويل السياق، وهو ما يفتح الباب مجددًا أمام نقاش قديم حول أولوية الإبقاء على مدرب محلي لتجنّب مثل هذه الإشكالات التي قد تؤثر على وحدة الفريق.

وكانت قد ظهرت علامات التوتر على العلاقة بين بيلينغهام والجهاز الفني، وتزايد الحديث عن امتيازات يحصل عليها اللاعب، من بينها تجنبه الظهور الإعلامي بخلاف بقية زملائه، وهو ما أثار استياء بعض أفراد المعسكر، وأضعف الشعور بالمساواة داخل المجموعة.

يُذكر أن تاريخ العلاقة بين الاتحاد الإنجليزي وعائلة بيلينغهام كشف عن محاولات دائمة لاحتواء اللاعب ومحيطه منذ ظهوره الدولي الأول عام 2020، لكن الحذر المفرط بدأ ينعكس سلبًا على صورة المنتخب، وخلق انطباعًا بأن التعامل مع بيلينغهام يخضع لقواعد مختلفة.

قد تكون هذه اللحظة مناسبة لإعادة ضبط المعايير داخل المنتخب، وتطبيق مبدأ المعاملة المتساوية على جميع اللاعبين دون استثناء، بما يشمل التعامل الإعلامي وتحمل المسؤولية العامة، ما من شأنه استعادة الانسجام وتفادي تصدّع الثقة في المعسكر.

الواقع يؤكد أن المنتخب فقد بريقه في الفترة الأخيرة، وبدأت علامات التراجع تظهر بعد أداء متذبذب ونتائج غير مستقرة، وهو ما زاد من أهمية إنهاء الجدل حول نجم الفريق الأبرز، وتوجيه طاقته لخدمة المجموعة بدلًا من أن تكون مصدر انقسام.

من الحلول المطروحة لتصحيح المسار، طرح اسم بيلينغهام كقائد محتمل، في محاولة لتحميله مسؤولية إضافية وتحفيزه على التأثير الإيجابي داخل الفريق، وهي خطوة قد تسهم في تهذيب حدته وتوجيهها لرفع مستوى زملائه بدلًا من الاصطدام بهم.

ويملك بيلينغهام ما يؤهله لحمل الشارة، ويبدو قادرًا على التكيف مع متطلبات القيادة رغم صغر سنه، ما يمنح الفريق فرصة للاستفادة من طاقته الهائلة بطريقة أكثر تنظيمًا وإيجابية تعكس نضجه وتثبّت مكانته كركيزة أساسية في مستقبل المنتخب.

موضوعات متعلقة