رغم التحديات.. نسبة الشيعة في باكستان تظهر حضورًا قويًا داخل المجتمع

تعتبر الطائفة الشيعية في باكستان أقلية مذهبية في بلاد يمثل فيها المسلمون السنة هم الأكثرية العظمى، حيث تقدر نسبتهم بحوالي 15 إلى 20% فقط من إجمالي السكان، أي حوالي 40 مليون نسمة فقط، في بلد يتعدى عدد سكانه 240 مليون
وعلى الرغم من العدد، يتمتع الشيعة بحضور كبير وواسع في النسيج السياسي والاجتماعي الباكستاني، ويشكلون جزءاً فاعلاً من الهيئات الرسمية، بما في ذلك الجيش والبرلمان والنظام القضائي، كما لعب عدد من الشخصيات الشيعية أدواراً محورية في تاريخ البلاد، سواء في الحراك السياسي أو المشهد الثقافي أو الديني.
وتنتشر الطائفة الشيعية في عدة مناطق، من أبرزها كراتشي، ولاهور، وباراشينار، وإقليم البنجاب، إلى جانب تجمعات كبيرة في العاصمة إسلام أباد، وتحظى المناسبات الدينية الكبرى، وعلى رأسها ذكرى عاشوراء، بخصوصية لافتة في المشهد الديني الباكستاني، رغم التحديات الأمنية التي ترافقها سنوياً.
وينص الدستور على المساواة بين المواطنين بغض النظر عن الانتماء المذهبي، ولا تزال الطائفة الشيعية تواجه من حين لآخر موجات من العنف الطائفي، خاصة في ظل تصاعد التيارات المتطرفة والجماعات المسلحة التي تستهدف التجمعات الدينية والرموز الشيعية.
ومع ذلك، تظل الطائفة الشيعية جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الباكستاني، ومكونًا رئيسيًا في معادلة التنوع الديني والمذهبي، وسط جهود مستمرة من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز التعايش والحد من الخطابات التحريضية.