السبت 5 يوليو 2025 06:09 مـ 9 محرّم 1447 هـ
×

رفض الهدنة مع إسرائيل.. من هو عز الدين الحداد الملقب بشبح القسام؟

السبت 5 يوليو 2025 02:09 مـ 9 محرّم 1447 هـ
عز الدين الحداد
عز الدين الحداد

برز اسم عز الدين الحداد خلال الأشهر الأخيرة كأحد أبرز قادة العمل المسلح في غزة، بعدما تسلم قيادة كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، خلفًا لمحمد السنوار الذي لقي مصرعه خلال المواجهات الدائرة، وأصبح الحداد منذ ذلك الحين أحد الأسماء المؤثرة في المشهد الميداني والسياسي، وسط اتهامات متزايدة بتعطيله لمسار التهدئة.

تداولت مصادر قريبة من ملف المفاوضات مع الاحتلال أن الحداد يتخذ موقفًا متصلبًا من جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث يربط أي تقدم بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، ووقف العمليات العسكرية دون شروط، ما اعتبرته أطراف مشاركة في الوساطة عائقًا حقيقيًا أمام إنجاز الهدنة.

يرفض الحداد الانخراط في أي مسار تفاوضي لا يحقق أهدافًا مباشرة للفصيل، ويصر على موقف يعتبر فيه القتال خيارًا إستراتيجيًا، لا مجرد وسيلة ضغط، ويستند بذلك إلى قناعات سابقة رسختها قيادات سابقة في الحركة، ورفضت هي الأخرى تقديم أي تنازلات مقابل هدوء مؤقت.

عز الدين الحداد، الذي تطلق عليه الأجهزة الإسرائيلية اسم "الشبح"، يتمتع بقدرة لافتة على التخفي، وقد تعذر على استخبارات الاحتلال تحديد تحركاته بدقة، ما أبقى الرجل خارج دائرة الاستهداف المباشر حتى الآن، رغم إدراجه ضمن قائمة الأهداف الأكثر خطورة من وجهة نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

ينسب إليه الإشراف المباشر على عمليات السابع من أكتوبر 2023، ويعتقد أنه تولى التنسيق بين عدة خلايا ميدانية ساهمت في تنفيذ الهجمات الأولى، كما يرتبط اسمه أيضًا بملف الأسرى الإسرائيليين داخل القطاع، وهو ملف يُعد من أكثر القضايا حساسية في المشهد الراهن.

يصف مقربون من الحداد سلوكه التنظيمي بالمنضبط وقدرته القيادية بالثابتة، حيث نجح في إعادة ترتيب الأوضاع داخل الكتائب رغم الضربات المتلاحقة التي استهدفت البنية القيادية، ويُقال إنه يدير العمل من داخل مدينة غزة، بعيدًا عن أعين الرصد الجوي والمراقبة الأمنية.

يرفض الحداد بشكل قاطع أي سيناريو يتضمن إخراج الحركة من غزة ضمن تسوية شاملة، ويرى في ذلك مساسًا جوهريًا بوضع الحركة في المشهد الفلسطيني، ويعتبره خطًا لا يمكن تجاوزه، مستندًا إلى إرث سياسي وعسكري مشترك بين قادة الحركة منذ نشأتها وحتى اللحظة الراهنة.

بذلك، يواصل الحداد لعب دور مركزي في تحديد اتجاهات القرار داخل الجناح العسكري، معتمدًا على مقاربة ترفض الحلول المرحلية أو الجزئية، في وقت يتزايد فيه الضغط الإقليمي والدولي لإنهاء النزاع، بينما لا يزال الرجل في موقع التأثير الفعلي على أرض المعركة، وخلف كواليس القرار الميداني.

موضوعات متعلقة