الخميس 14 أغسطس 2025 08:45 مـ 19 صفر 1447 هـ
×

بعد سنوات في المنفى.. من هو علي المهدي العائد لمصر وما قصته؟

الخميس 14 أغسطس 2025 09:34 مـ 19 صفر 1447 هـ
علي المهدي
علي المهدي

أثار إعلان علي حسين مهدي عودته المفاجئة إلى مصر بعد سنوات من الهروب، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بعدما بث مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، ظهر فيه وهو يعلن تلقيه عفوًا رئاسيًا، صدر عن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بتاريخ 30 يونيو 2025، وتم نشر القرار في الجريدة الرسمية، لتبدأ التساؤلات عن هويته وماضيه.

ارتبط اسم علي حسين مهدي منذ سنوات بسلسلة من المواقف المعادية للدولة المصرية، حيث واجه اتهامات قضائية تتعلق بانضمامه إلى جماعة الإخوان المصنفة إرهابية، إلى جانب نشر أخبار كاذبة عن الأوضاع الأمنية، تحديدًا بعد بثه مقطع فيديو على قناته بموقع "يوتيوب"، اتهم فيه ضباط قسم السلام بممارسة العنف داخل أماكن الاحتجاز، في محاولة لتشويه صورة مؤسسات الدولة وتقويض ثقة الشارع بها.

علي حسين مهدي وُلد في القاهرة عام 1995، ودرس الإعلام بجامعة القاهرة، ثم بدأ مشواره المهني في عدة صحف ومواقع محلية، قبل أن يغادر مصر عام 2017 بعد خروجه من السجن، حيث توجه أولًا إلى تركيا في سياق سياسي كانت فيه الجماعة الإرهابية في أوج تحركها الإعلامي، ثم غادر لاحقًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي أقام فيها عدة سنوات.

ورغم نشاطه المكثف ضد الدولة المصرية عبر منصاته الإلكترونية، اختفى مهدي عن المشهد منذ عامين، قبل أن يظهر مجددًا معلنًا قرار العودة، موضحًا أن الضغوط التي تعرض لها داخل الولايات المتحدة، لاسيما بعد أحداث 7 أكتوبر 2024، ساهمت في تغيير موقفه، إذ تم فصله من الجامعة، كما قضى عامًا كاملًا في مركز احتجاز هناك، بسبب نشاطه.

في حديثه المباشر، كشف مهدي أنه فقد الأمل بعد صدور حكم غيابي بالسجن المؤبد ضده، لكنه قرر التقدم بطلب رسمي للحصول على عفو، وقال: "كنت أسمع عن العفو الرئاسي، لكن لم أتصور أن يشملني، حتى فوجئت بالقرار ينشر رسميًا في نهاية يونيو".

وتابع: "شعرت بالخذلان من منظمات حقوق الإنسان والجهات الغربية التي كانت تدعمني، والتي انسحبت تمامًا بعد تضييق الخناق علينا هناك"، مشددًا على أن الدولة المصرية فقط هي التي فتحت له باب العودة.

واختتم تصريحاته بالتلميح إلى ما وصفه بـ"مفاجآت قوية" سيكشف عنها خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن تجربته كشفت له الكثير من الخداع الغربي الذي يخلط بين الحقائق والأكاذيب، مضيفًا أن "الشارع المصري أصبح أكثر وعيًا، ولا تنطلي عليه الأكاذيب التي يروجها البعض من الخارج".

عودة علي حسين مهدي إلى القاهرة فتحت بابًا واسعًا للتساؤلات، خاصة في ظل التوقيت السياسي الدقيق، والجدل الدائر حول العفو الرئاسي ودوره في إعادة دمج شخصيات أثارت الجدل سابقًا، وسط ترقب لما سيكشف عنه خلال ظهوره الإعلامي المقبل.