الأحد 24 أغسطس 2025 09:36 مـ 29 صفر 1447 هـ
×

من هي الدكتورة بان زياد طارق؟ سيرة طبيبة عراقية أثارت وفاتها ضجة واسعة

الأحد 24 أغسطس 2025 10:24 مـ 29 صفر 1447 هـ
الدكتورة بان
الدكتورة بان

غادرت الطبيبة النفسية العراقية بان زياد الحياة في الرابع من أغسطس 2025، وسط ظروف وصفت بالغامضة، ما أدى إلى موجة من التساؤلات والاتهامات، وفتح نقاش واسع في المجتمع العراقي بشأن ما إذا كانت الوفاة نتيجة انتحار أم أن خلفها جريمة محتملة، قبل أن تصدر الجهات القضائية قرارًا رسميًا حسم الجدل بشكل نهائي.

تنتمي بان زياد طارق إلى مدينة البصرة، حيث نشأت وتلقت تعليمها، والتحقت بكلية الطب في جامعة البصرة وتخرجت منها عام 2015 كطبيبة عامة، ثم تابعت تخصصها في مجال الطب النفسي، وتمكنت خلال سنوات قليلة من إثبات كفاءتها في هذا القطاع، وشاركت في عدد من المؤتمرات المهنية، بينها مؤتمر طبي انعقد قبيل وفاتها بأسابيع.

عُثر على الطبيبة داخل منزلها في محافظة البصرة جثة هامدة، وانتشرت صور وتقارير أولية تُظهر وجود آثار جروح وكدمات، ما أثار شكوكًا واسعة حول طبيعة الحادث، ودفع البعض إلى الترجيح بأن الوفاة قد تكون نتيجة جريمة قتل، الأمر الذي أجبر السلطات على نقل التحقيق إلى العاصمة بغداد، وفتح ملف القضية تحت إشراف لجنة فنية وطبية مختصة بالتشريح والأدلة الجنائية.

في سياق متصل، قررت الجهات المختصة توقيف أحد أفراد الأسرة للاشتباه المؤقت، وهو ما عزز فرضية التورط العائلي، ودفع بمزيد من الضغوط المجتمعية والإعلامية للمطالبة بالكشف الكامل عن التفاصيل، خصوصًا بعد أن أكد عدد من زملاء الراحلة وأفراد من عائلتها أنها لم تكن تعاني من أي اضطرابات نفسية أو بوادر اكتئاب.

أصدر مجلس القضاء الأعلى بيانًا رسميًا في الثامن عشر من أغسطس، أعلن فيه انتهاء التحقيقات وتوصل اللجنة إلى نتيجة نهائية، تفيد بأن الوفاة ناتجة عن انتحار، واستند القرار إلى نتائج تحليل الأدلة الجنائية، من ضمنها رسالة مكتوبة بخط يد الطبيبة، وعدم رصد أي آثار تشير إلى تعرض جسدي أو تسميم أو خنق، ما دفع القضاء إلى غلق الملف واعتباره منتهيًا من الناحية القانونية.

خلفت الواقعة أثرًا واسعًا في الشارع العراقي، ودفعت مواطنين وناشطين إلى تنظيم وقفات احتجاجية في البصرة، طالبت بالكشف الشفاف عن نتائج التحقيق، كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع القضية، وظهرت دعوات من منظمات نسوية تطالب بفتح تحقيق مستقل، بينها منظمات مهتمة بشؤون النساء في العراق.

كرّمت إحدى المؤسسات الصحية في البصرة اسم الطبيبة بان زياد بإطلاق اسمها على قاعة داخل أحد مستشفياتها، فيما بقيت تساؤلات الشارع معلّقة بين تقبل نتائج التحقيق وبين روايات شخصية رفضت حتى اللحظة تصديق فرضية الانتحار، رغم انتهاء الإجراءات الرسمية.