• الرئيسية
• تحقيقات وتقارير

ولد "محمد حمدان دقلو" المعروف بـ"حميدتي" عام 1975 في قبيلة الرزيقات بولاية دارفور، ترك الدراسة في سن مبكرة واتجه لتجارة الإبل وحماية القوافل بين ليبيا ومالي ومصر، ما منحه ثروة أولية مكنته لاحقًا من تكوين مجموعة مسلحة صغيرة.

هذه المجموعة لفتت أنظار الحكومة السودانية التي كانت تسعى لاستقطاب القبائل في صراعها بدارفور.

وبرز اسم "حميدتي" مع تشكيل ميليشيات موالية للحكومة، قبل أن تتحول رسميًا عام 2013 إلى "قوات الدعم السريع" بغطاء قانوني.

ورغم افتقارها للطابع النظامي، سرعان ما صارت قوة ضخمة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، لكنها ارتبطت بانتهاكات واسعة في دارفور، مثل القتل والتهجير القسري، ما جعلها تتهم بجرائم حرب.

وتمدد نفوذ "حميدتي" خارج السودان مع مشاركة قواته في حرب اليمن إلى جانب التحالف بقيادة السعودية، ما وفر له دعم مالي كبير لكنه أثار غضب الشارع السوداني الذي وصف قواته بالمرتزقة.

كما لعبت قواته دورًا في مواجهة الهجرة غير الشرعية لصالح الاتحاد الأوروبي، وهو ما منحه نفوذ سياسي إضافي رغم الجدل الكبير حول شرعية دوره.

وخلال ثورة ديسمبر 2018 وسقوط البشير، صعد "حميدتي" ليصبح نائب لـ "عبد الفتاح البرهان" في المجلس العسكري الانتقالي.

ورغم محاولاته تقديم نفسه كضامن للاستقرار، اتهمت قواته بارتكاب مجازر أبرزها فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019، ما أضعف صورته محليًا ودوليًا وزاد المطالبات بحل قوات الدعم السريع.

وتفاقم الخلاف بين "حميدتي" و "البرهان" حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، لينفجر الصراع في 15 أبريل 2023 بحرب مدمرة وصفها حميدتي بأنها "معركة ضد الإسلاميين ولأجل الديمقراطية"، بينما اتهمته قوى عديدة بارتكاب انتهاكات فادحة ونهب مقدرات السودان.

وبذلك أصبح أحد أبرز المسؤولين عن أسوأ حرب وأزمة إنسانية في تاريخ السودان الحديث.