الإثنين 1 سبتمبر 2025 12:52 مـ 8 ربيع أول 1447 هـ
×

لماذا حذرت حماس من تداول أنباء اغتيال أبو عبيدة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ تعرف على خطة الكيان الخبيثة

الإثنين 1 سبتمبر 2025 01:31 مـ 8 ربيع أول 1447 هـ
أبو عبيدة
أبو عبيدة

أثارت الأنباء التي بثّتها إسرائيل حول اغتيال أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، تساؤلات عديدة بشأن التوقيت والهدف، خصوصاً مع غياب أي تأكيد رسمي من حركة حماس، التي تعاملت بحذر شديد مع ما وُصف بأنه "اختراق أمني نوعي".

يقرأ محللون هذا الإعلان باعتباره جزءاً من خطة استخباراتية متدرجة تسعى من خلالها إسرائيل إلى استدراج أبو عبيدة نفسه للظهور سريعاً، إما عبر إصدار تسجيل صوتي أو مقطع مرئي ينفي خبر مقتله، ما يمنح وحدات المراقبة فرصة لرصد مصدر البث أو تتبع أي إشارة تقنية قد تكشف مكان وجوده.

يعتمد هذا الأسلوب على قاعدة ثابتة في عمل أجهزة الاستخبارات، حيث يشكل الرد العاجل من الشخص المستهدف نقطة ضعف يمكن استغلالها، سواء عبر تكنولوجيا الاتصالات أو من خلال تتبع حركة نقل المواد الإعلامية داخل غزة.

وبالنظر إلى الدور الرمزي الكبير الذي يمثله أبو عبيدة في الخطاب العسكري لحماس، تراهن إسرائيل على أن الحاجة إلى النفي قد تدفعه لكسر قواعد التخفي التي التزم بها لسنوات طويلة.

تاريخياً، كررت إسرائيل هذا التكتيك مع قادة عسكريين وسياسيين في المنطقة، إذ اعتادت على نشر أنباء عن اغتيالهم قبل أن تترقب ردود الفعل المباشرة، لتستخدمها كأداة لجمع المعلومات الدقيقة عن أماكن الاختباء أو الدوائر الضيقة التي تحيط بالشخصية المستهدفة.

وبحسب خبراء في شؤون الاستخبارات، فإن صمت حماس الحالي لا يعكس مجرد ارتباك إعلامي، بل يكشف عن إدراك الحركة لهذا السيناريو المحتمل، ما يجعلها تفضّل الإبقاء على حالة الغموض بدلاً من منح الاحتلال أي فرصة لاختراق قواعد السرية التي تحيط بمتحدثها العسكري.

اللافت أن توقيت الإعلان الإسرائيلي يتزامن مع ضغوط داخلية هائلة على حكومة بنيامين نتنياهو، وهو ما يمنح هذا "الإنجاز المزعوم" بعداً دعائياً أيضاً، لكنه في الوقت نفسه يضع الحركة أمام اختبار صعب بين حماية رمزيتها والحفاظ على سرية مواقعها.

في المحصلة، يظل السؤال الأبرز: هل يشكّل الصمت الطويل من جانب حماس دليلاً على صحة الرواية الإسرائيلية، أم أنه تكتيك محسوب لإحباط خطة استخبارية تهدف إلى اصطياد أبو عبيدة عبر ردة فعل متسرعة؟