”إعلان غير رسمي”.. هل يطل شبح الحرب الباردة الثانية من الصين؟

شهدت الصين مؤخرًا حدث استثنائي اعتبره محللون بمثابة "إشارة غير معلنة" لبدء مرحلة جديدة من الصراع الدولي، شبيهة بالحرب الباردة التي طبعت النصف الثاني من القرن العشرين.
والاحتفال الذي جمع الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بكل من نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" وزعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" قدم رسميًا باعتباره تخليد للنصر على الفاشية في الحرب العالمية الثانية، لكنه حمل في طياته رسائل سياسية وعسكرية واضحة.
فمن خلال العروض العسكرية الضخمة واستعراض الأسلحة الحديثة، بدا المشهد بمثابة تحدي صريح للنظام العالمي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة.
ويتشكل تدريجيًا ما يسمى في الخطاب الغربي بـ"محور الاضطرابات"، الذي يضم الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، هذه الدول تتقاطع في رفضها للهيمنة الأمريكية وسعيها لتحقيق طموحات توسعية، يتجلى أبرزها في تحركات موسكو داخل أوكرانيا، وبكين تجاه تايوان.
ورغم أن التعاون بين هذه القوى يبدو في ظاهره مبهم أكثر من كونه تحالف أيديولوجي، فإن التنسيق المتزايد بينها خاصة في دعم روسيا داخل أوكرانيا يعزز من تماسك هذا المحور في مواجهة الغرب.
ويرى السيناتور الأمريكي "ميتش ماكونيل" أن هذا التحالف يمثل أخطر تهديد تواجهه الولايات المتحدة منذ مئة عام، في إشارة إلى حجم القلق المتنامي داخل واشنطن من عودة التنافس بين القوى الكبرى بعد عقود من التفوق الأمريكي الذي أعقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وبذلك يرى مراقبون أن ما جرى في الصين مؤخرًا يمكن قراءته كإعلان غير رسمي لولادة "الحرب الباردة الثانية"، مع ملامح واضحة لقوة عالمية موازية تهدد النظام الدولي القائم.