الخميس 25 ديسمبر 2025 03:50 مـ 5 رجب 1447 هـ
×

الشيخ خالد الجندي يوضح سر استخدام صيغ الفعل الماضي والمضارع في القرآن الكريم

الخميس 25 ديسمبر 2025 03:39 مـ 5 رجب 1447 هـ
الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ "خالد الجندي" عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن التساؤل حول استخدام القرآن للفعل الماضي في وصف أحداث الآخرة رغم أنها لم تقع بعد، يمثل سؤالًا مهمًا ودقيقًا، ويعكس تدبرًا حقيقيًا للكتاب الكريم.

وأوضح الجندي أن القرآن لا يعتمد على صيغة واحدة فقط، بل يتنوع بين الماضي والمضارع، وكل صيغة تحمل دلالتها المقصودة.

وأضاف الجندي، خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، أن الفعل الماضي في مشاهد يوم القيامة، مثل قوله تعالى "وحشرناهم" و"وعُرضوا على ربك صفًّا"، يرمز إلى تأكد وقوع الفعل، وكأنه حدث بالفعل، لأن ما أخبر الله بوقوعه فهو واقع لا محالة، ولا مجال فيه للشك أو الاحتمال.

وبين أن من أسرار هذا الأسلوب أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الزمان فلا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل بالنسبة له، وكل ما نعده نحن مستقبلاً فهو عند الله في حكم الماضي والمنتهي.

ومن هذا المنطلق جاء الفعل الماضي في القرآن رغم أن الحدث لم يقع بعد للبشر، كما في قوله تعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه".

وأشار الجندي إلى أن الفعل المضارع يستخدم أيضًا في بعض مشاهد القيامة، مثل "ويوم نُسَيِّرُ الجبال" أو "ويوم يُعرض الذين كفروا على ربهم" لإشراك القارئ في المشهد وجعل الحدث حي متحرك أمام العين، وكأنه يقع الآن.

وأوضح أن القرآن يتميز بأسلوب فريد يحول السطور المكتوبة إلى صور مرئية ومشاهد حية، من خلال التنقل المتقن بين الماضي والمضارع، ليجمع بين تحريك المشهد وتأكيد حتمية وقوعه.

وأكد أن هذا التبديل بين الأزمنة يمثل أحد أعظم وجوه الإعجاز البياني في القرآن الكريم، الذي ينقل القارئ إلى قلب الحدث دون أن يشعر.

موضوعات متعلقة