• الرئيسية
• الرياضة

في ليلة لا تُمحى من الذاكرة، كتب الاتحاد فصلاً جديدًا في كتاب إنجازاته، بعدما توّج بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين بفوز مستحق على القادسية بنتيجة 3-1، في المواجهة التي جمعتهما على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية.

دخل الاتحاد اللقاء مدفوعًا برغبة مضاعفة في تأكيد تفوقه هذا الموسم، وبعد حسمه لقب الدوري، عاد ليحصد الكأس ويكمل الثنائية المحلية، حيث ظهر بتناغم واضح بين الدفاع المتماسك والهجوم الفعّال، مدعومًا بتألق بنزيمة ورايكوفيتش.

مع انطلاقة المباراة بصافرة الحكم الإيطالي ماوريتسيو مارياني، بدأ النهائي بحذر نسبي سرعان ما كسره القادسية بمحاولة خطيرة في الدقيقة 4، لكن رايكوفيتش تصدى ببراعة وحرم الخصم من هدف مبكر، وفي الدقيقة 7، فرض القادسية أسلوبه الهجومي، واستحوذ على الكرة بشكل ملحوظ، بينما اكتفى الاتحاد بالتراجع للحفاظ على توازنه الدفاعي.

استمر الصراع في وسط الميدان حتى الدقيقة 10، حيث تناوب الفريقان على امتلاك الكرة ومحاولة خلق الفرص دون جدوى حقيقية، وشن موسى ديابي هجمة سريعة من الجهة اليمنى في الدقيقة 12، ومرر عرضية تدخل دفاع القادسية لإبعادها قبل أن تشكل خطرًا مباشرًا.

عند الدقيقة 15، بقيت النتيجة على حالها، في ظل تعادل سلبي يعكس التكافؤ بين الطرفين في الأداء والفرص، فيما اقترب بنزيمة من التسجيل في الدقيقة 21 بعد عرضية متقنة داخل المنطقة، لكنه اصطدم بيقظة حارس القادسية الذي أبعد الكرة بثبات، وجاءت محاولة جديدة للقادسية عند الدقيقة 23، حيث أطلق ألفاريز تسديدة قوية من خارج المنطقة، إلا أن رايكوفيتش واصل تألقه وأبعدها بأمان.

في الدقيقة 24، مرّر بيرغوين كرة عرضية خطيرة، لكن كاستيلس كان في الموعد وأبعد الخطر قبل أن يصل لمهاجمي الاتحاد، وأضاع ديابي فرصة سانحة في الدقيقة 26، بعدما انفرد بالحارس وسدد كرة سهلة بين يدي كاستيلس، وعاد الحكم إلى تقنية الفيديو في الدقيقة 31، إثر احتجاج اتحادي على لمسة يد، غير أنه قرر استمرار اللعب دون احتساب أي مخالفة.

في الدقيقة 34، نجح كريم بنزيمة في كسر التعادل، حين تابع عرضية بيرغوين ووضع الكرة بهدوء في الشباك، مانحًا فريقه التقدم 1-0 وحاول القادسية استعادة توازنه بحلول الدقيقة 40، وضغط بقوة في الثلث الأخير من الملعب، لكن دفاع الاتحاد بقي صلبًا وأبعد كل المحاولات.

عزز حسام عوار التفوق الاتحادي في الدقيقة 43، بعد متابعته لكرة مرتدة من الحارس إثر رأسية بنزيمة، مسجلًا الهدف الثاني بطريقة مثالية، وفي الدقيقة 45+2، واصل رايكوفيتش عروضه القوية، وتصدى لمحاولة خطيرة للقادسية كانت كفيلة بتقليص الفارق قبل نهاية الشوط الأول.

وبعد دقيقة واحدة، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح القادسية في الدقيقة 45+3 بعد تدخل من الشنقيطي على بويرتاس، وسط اعتراض اتحادي لم يغيّر من قراره، وترجم أوباميانغ الركلة إلى هدف في الدقيقة 45+5، ليقلص الفارق ويعيد القادسية إلى أجواء اللقاء مع نهاية الشوط الأول بنتيجة 2-1.

مع بداية الشوط الثاني، عادت المواجهة بحماس متجدد، حيث بحث القادسية عن التعديل، في حين تمسك الاتحاد بتقدمه وحاول امتصاص الضغط، وفي الدقيقة 53، أرسل بويرتاس تمريرة عرضية مرّت أمام مرمى الاتحاد، لكن كينيونيس فشل في استغلالها.

مال الاتحاد إلى اللعب القصير في الدقيقة 60، محاولًا تهدئة الإيقاع والاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن بعيدًا عن مناطق الخطورة، وبحلول الدقيقة 65، هدأت المباراة بشكل واضح، وغابت الفرص عن المرميين رغم تحركات الفريقين في وسط الملعب، وكاد بنزيمة أن يسجل هدفًا ثالثًا في الدقيقة 66، لكن العارضة تصدت لتسديدته القوية وحرمت الاتحاد من تعزيز النتيجة.

في الدقيقة 74، سدد أوباميانغ كرة أرضية قوية، إلا أن رايكوفيتش تعامل معها بثقة وأبقاها خارج شباكه أما في الدقيقة 80، واصل رايكوفيتش إنقاذ فريقه، بعدما أبعد محاولة انفراد تام من القادسية، ليحافظ على تقدم فريقه في لحظة حرجة.

شهدت الدقيقة 82 منعطفًا هامًا في اللقاء، بعدما تلقى إيكي البطاقة الحمراء نتيجة تدخل قوي على حسام عوار، ليكمل القادسية اللقاء منقوصًا عددًا وفي الدقيقة 90+3، اختتم كريم بنزيمة ثلاثية الاتحاد، بعد مجهود هجومي منسق أنهاه داخل المرمى، مؤكدًا تتويج فريقه باللقب.

بهذا الفوز، أضاف الاتحاد اللقب الثاني لكأس الملك إلى رصيده، بعد مباراة مثيرة جمعت بين الصراع التكتيكي والحسم الفردي، ليُتوج بجدارة بطلًا لموسم استثنائي.