الثلاثاء 3 يونيو 2025 02:52 صـ 6 ذو الحجة 1446 هـ
×

نهائي مشتعل بين البقلاوة والمكشخة.. توقيت مباراة الترجي اليوم ضد الملعب التونسي في نهائي كأس تونس

الأحد 1 يونيو 2025 04:09 مـ 4 ذو الحجة 1446 هـ
الترجي
الترجي

ينزل الملعب التونسي اليوم إلى الميدان للدفاع عن لقبه في كأس تونس عندما يلتقي بالترجي الرياضي في نهائي مرتقب على أرضية ملعب رادس الأولمبي بداية من الساعة الرابعة مساءً بتوقيت تونس، في مواجهة تحمل رهانات كبيرة للفريقين، حيث يسعى كل طرف إلى التتويج بلقب طال انتظاره أو إلى المحافظة عليه.

وكان الملعب التونسي قد حقق الكأس في مثل هذا التوقيت من العام الماضي إثر فوزه على النادي البنزرتي بهدف دون رد، ويأمل هذه المرة في تكرار الإنجاز ذاته، غير أن الخصم مختلف هذه المرة من حيث التاريخ والرصيد والأداء، ما يجعل المباراة النهائية مفتوحة على كل الاحتمالات.

يبحث الفريق المعروف بلقب "البقلاوة" عن تتويج جديد يكرّس موسمه الجيد ويمنحه الاستمرارية، بينما يطمح الترجي إلى كسر صيام استمر تسع سنوات عن الكأس والظفر باللقب السادس عشر في تاريخه، معززًا موقعه كأكثر الفرق تتويجًا بالمسابقة.

تُعد هذه المواجهة الرابعة بين الفريقين هذا الموسم، ورغم تكرار اللقاءات، إلا أن مباراة اليوم تختلف من حيث التحدي والرهبة، إذ تجتمع فيها كل عناصر الحسم والإثارة في أمسية كروية لا تخلو من التوتر والطموح المشترك.

يحظى المدرب ماهر الكنزاري باهتمام واسع في هذه المواجهة، بعدما قاد الترجي نحو لقب الدوري المحلي قبل أسابيع، وتمكن من تصحيح مسار الفريق بعد فترة تذبذب في النتائج، مما يجعل هذه المباراة بمثابة تتويج لموسمه مع "المكشخة" إن أحرز الكأس.

استلم الكنزاري زمام الأمور الفنية في مارس الماضي، بعد الإقصاء من دوري أبطال إفريقيا أمام صن داونز، لكنه سرعان ما أعاد الانضباط والروح إلى التشكيلة، وسجّل نتائج إيجابية وضعت الترجي في طريق مفتوح نحو الثنائية المحلية، دون أن يتعرض الفريق لأي خسارة في الكأس منذ انطلاق المسابقة.

ويحمل هذا النهائي طابعًا خاصًا للكنزاري، الذي شارك في نهائي النسخة السابقة مدربًا للنادي البنزرتي، قبل أن يشرف على تدريب الملعب التونسي في بداية الموسم ويحقق معه انطلاقة ممتازة، ثم انتقل لاحقًا إلى الترجي ليواجه فريقه السابق في مشهد يبدو وكأنه إعادة لتركيب مسيرته مع الطرفين.

سبق للكنزاري أن دافع كلاعب عن ألوان الترجي والملعب التونسي، كما أشرف على تدريبهما في مناسبات مختلفة، وكان قد قاد الملعب إلى تصدر الدوري في نهاية مرحلة الذهاب، قبل أن يغادر نحو فريق باب سويقة، ما يمنح اللقاء بعدًا شخصيًا بالنسبة له.

يملك الترجي الرقم القياسي في عدد التتويجات بكأس تونس برصيد 15 لقبًا، وبلغ النهائي في 27 مناسبة، إلا أن آخر مرة رفع فيها الكأس تعود إلى عام 2016 عندما تغلب على الإفريقي، ما يجعل من هذا الموعد فرصة لإنهاء ما يعتبره أنصاره "عقدة الكأس" والعودة من جديد إلى دائرة الألقاب.

شق الترجي طريقه نحو النهائي بسهولة لافتة، إذ تجاوز مستقبل القصرين بسداسية نظيفة، ثم أطاح بنادي حمام الأنف برباعية دون رد، قبل أن يتغلب على الترجي الجرجيسي بثلاثة أهداف لهدف، وينهي مشواره نحو النهائي بثلاثية نظيفة في مرمى اتحاد بن قردان، حيث سجّل الفريق 16 هدفًا واستقبل هدفًا وحيدًا فقط.

بدوره، خاض الملعب التونسي مشوارًا معقدًا نحو النهائي، إذ واجه منافسين من العيار الثقيل في أغلب المباريات، كما لعب معظم لقاءاته خارج قواعده، إلا أنه أظهر صلابة كبيرة وإصرارًا على الذهاب بعيدًا في المسابقة رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق.

بدأ الفريق رحلته في الكأس بالفوز على سيدي بوزيد بهدف دون رد، ثم تجاوز شبيبة منوبة بهدفين نظيفين، قبل أن يحقق المفاجأة في ربع النهائي بفوزه خارج الديار على النجم الساحلي، ثالث ترتيب الدوري، بهدف نظيف، ثم تأهل إلى النهائي بعد تغلبه على الاتحاد المنستيري، وصيف الترتيب، بركلات الترجيح، عقب تعادل سلبي في الوقت الأصلي.

عرف الفريق اضطرابًا تقنيًا في منتصف الموسم بعد مغادرة الكنزاري، ليتولى شكري الخطوي تدريب الفريق ويقوده إلى نهائي جديد في ظرف زمني قصير، محافظًا على التوازن الفني والنتائج الإيجابية رغم صعوبة المهمة.

يعتمد الفريقان على أسماء أجنبية تركت بصمتها هذا الموسم، إذ يُعَدّ المحترفون ركيزة أساسية في تشكيلة الترجي، الذي يعتمد على الجزائري يوسف بلايلي، والبرازيليين يان ساس ورودريغو رودريغيز، والجزائري أمين توغاي، والجنوب إفريقي إلياس موكوينا، ما يمنح الفريق تنوعًا وقوة إضافية في مختلف الخطوط.

في المقابل، يمتلك الملعب عناصر أجنبية أقل عددًا، لكنها ذات تأثير واضح، أبرزهم الإيفواري عثمان واتارا، والرواندي بونير موغيشا، إلى جانب أماث نداو ويوسف توري، الذين قدموا مستويات لافتة في الأدوار الحاسمة من المسابقة.

يحمل تاريخ اللقاءات بين الفريقين أفضلية واضحة للترجي، الذي فاز مرتين في ثلاث مواجهات هذا الموسم، بينما انتهت المباراة الثالثة بالتعادل، وتُعد هذه أول مواجهة تجمعهما في نهائي الكأس، بعدما سبق أن التقيا في نصف نهائي النسخة الماضية، حيث خرج الترجي منتصرًا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

أما على مستوى الدوري، فقد التقى الفريقان في 132 مناسبة، حسم منها الترجي 68 مباراة لصالحه، مقابل 28 فوزًا للملعب، فيما انتهت 39 مباراة بالتعادل، ما يعكس الفارق التاريخي بين الناديين الجارين، رغم أن معطيات الكأس كثيرًا ما تنقلب على التوقعات.

موضوعات متعلقة