باكستان تُسجّل أول إصابة بشلل الأطفال في جيلجيت بالتستان منذ 7 سنوات رغم حملات التطعيم المكثفة

في تطور صادم ضمن جهود مكافحة شلل الأطفال في باكستان، أُعلن اليوم الاثنين عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في إقليم جيلجيت بالتستان بعد انقطاع دام سبع سنوات، وتعود الحالة لطفل من بلدة ديامر، ما يمثل الحالة الحادية عشرة على مستوى البلاد منذ بداية عام 2025، بالرغم من الحملات الوطنية المستمرة للتطعيم ضد المرض.
الحالة الجديدة أعادت المخاوف بشأن قدرة الحكومة على السيطرة على انتشار فيروس شلل الأطفال، خصوصًا في المناطق الجبلية النائية، ويحقق مسؤولو الصحة حاليًا في كيفية انتقال العدوى إلى الطفل، خاصة أن الفيروس تم رصده مؤخرًا في كراتشي، المدينة الساحلية الكبرى، التي يتوافد سكانها إلى منتجعات جيلجيت بالتستان خلال فصل الصيف، ما يثير الشكوك حول نقل العدوى عبر السياح.
ورغم تنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال ثالثة على مستوى البلاد مؤخرًا، استهدفت نحو 45 مليون طفل، إلا أن التحديات الأمنية لا تزال تعرقل الجهود؛ إذ تستهدف الجماعات المتشددة الفرق الطبية وأفراد الأمن المصاحبين لهم، تحت ذرائع مغلوطة تزعم وجود "مؤامرات لتعقيم الأطفال"، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص منذ التسعينيات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تبقى باكستان وأفغانستان الدولتين الوحيدتين في العالم اللتين لا يزال فيهما شلل الأطفال البري منتشرًا، ومع استمرار تسجيل الإصابات رغم التطعيم، تتزايد المخاوف من احتمال فقدان السيطرة على المرض، خاصة مع ظهور حالات أخرى مرتبطة باللقاح في دول أفريقية، ما يضع باكستان في موقف حرج أمام المجتمع الدولي في ملف القضاء على فيروس شلل الأطفال.