الثلاثاء 10 يونيو 2025 03:56 صـ 13 ذو الحجة 1446 هـ
×

وداع سندريلا المرقاب.. من هي عبلة المرزوق وسبب وفاتها؟

الثلاثاء 10 يونيو 2025 02:02 صـ 13 ذو الحجة 1446 هـ
عبلة المرزوق
عبلة المرزوق

في صباح الأحد 8 يونيو 2025، فقدت الكويت واحدة من أبرز رموزها الطبية والمجتمعية، بوفاة الدكتورة عبلة خلف سعد المرزوق عن عمر بلغ 68 عامًا، حيث خيم الحزن على مختلف الأوساط بعد رحيل شخصية ارتبط اسمها بالعطاء والإخلاص منذ عقود، وسط تساؤلات متزايدة عن سيرة "سندريلا المرقاب" وملابسات وفاتها.

ولدت عبلة المرزوق عام 1956 في منطقة كيفان، ونشأت ضمن عائلة كويتية محافظة، ثم التحقت بإحدى الجامعات البريطانية لدراسة الطب، قبل أن تتخصص في مجالي الجراحة والعناية المركزة، لتعود إلى وطنها وتمارس مهنتها في أحد المستشفيات، حيث اشتهرت بخبرتها الطبية ومواقفها الإنسانية، ونالت لقب "سندريلا المرقاب" نسبة إلى الحي الذي شهد انطلاق نشاطها المجتمعي وسط العاصمة.

خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، التحقت عبلة المرزوق بالمقاومة الشعبية، وقدّمت الدعم الطبي للمصابين، وحوّلت قسم الإنعاش في المستشفى الذي تعمل به إلى نقطة إنقاذ آمنة، كما لم تتردد في حمل السلاح للدفاع عن بلدها، في موقف وثّق شجاعتها ووطنيتها في واحدة من أكثر الفترات حساسية بتاريخ الكويت.

بعد تحرير البلاد، واصلت الدكتورة عبلة أداء دورها الإنساني، وأسست حملة توعوية تحت اسم "صحتك أمانة"، استهدفت تعزيز الفحص الطبي الوقائي في الأحياء الشعبية، كما كرّست جزءًا كبيرًا من مسيرتها المهنية لتدريب الأطباء الجدد، وساهمت بشكل فعال في تطوير مهاراتهم، مما ترك أثرًا مستدامًا في المجتمع الطبي المحلي.

وفي عام 2019، تلقّت عبلة المرزوق تكريمًا رسميًا من وزارة الداخلية، تقديرًا لدورها في الكشف عن نشاط غير قانوني داخل سوق العمل، حيث ساعدت في جمع الأدلة وتقديمها للجهات المختصة، ما عكس التزامها المهني والأخلاقي خارج حدود العمل الإكلينيكي.

أما عن وفاتها، فقد عانت الدكتورة عبلة من حالة صحية معقدة خلال الشهور الماضية، وسبق أن كشفت عبر حسابها في منصة "إكس" بتاريخ 14 ديسمبر 2024 عن خضوعها لعملية جراحية لاستئصال جزئي من القولون في مستشفى العدان، لتدخل بعدها في رحلة علاج طويلة انتهت برحيلها.

جرت مراسم التشييع مساء الأحد عقب صلاة المغرب في مسجد الجهراء الكبير، حيث وُري جثمانها الثرى في مقبرة صبحان، وسط حضور واسع من محبيها وزملائها وأفراد المجتمع، الذين ودّعوا واحدة من الشخصيات التي طبعت الذاكرة الوطنية بعطاء متواصل وإرث إنساني لا يُنسى.