قاعدة العديد الامريكية بقطر.. تفاصيل الهجوم الإيراني وأسرار القاعدة الأكبر بالمنطقة (صور)

أطلقت إيران، صباح اليوم الاثنين، ستة صواريخ باتجاه قاعدة "العديد" الجوية الواقعة جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية بأنها "رد مباشر" على ما اعتبرته عدوانًا أميركيًا، فيما أكدت تقارير أجنبية، منها موقع "أكسيوس"، أن الضربة استهدفت واحدة من أهم المنشآت العسكرية الأميركية في المنطقة.
تُعرف قاعدة العديد، التي تحمل أيضًا اسم "مطار أبو نخلة"، باعتبارها أكبر نقطة تمركز للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، ويعود إنشاؤها إلى عام 1996، حيث وفرت قطر حينها الدعم اللوجستي والبنية التحتية لاستيعاب الوجود العسكري الأميركي الذي تعاظم لاحقًا في سياق الحروب التي خاضتها واشنطن في العراق وأفغانستان.
يتخذ آلاف الجنود الأميركيين من هذه القاعدة مقرًا دائمًا، أغلبهم من عناصر سلاح الجو، وتُشكل القاعدة مركز عمليات رئيسيًا للتنسيق الجوي في المهام العسكرية التي تشمل العراق وسوريا، وقد انطلقت منها بالفعل طائرات قاذفة من طراز "B-52" أثناء الحملة الجوية على تنظيم داعش عام 2016، كما تضم القاعدة منشآت تشغيلية متطورة، ومرافق قيادة واتصال ومخازن عتاد عالية التجهيز.
يمتد ممر الهبوط في القاعدة لمسافة تُعد الأطول بين نظيراتها في منطقة الخليج، وتتيح البنية التحتية الحالية تشغيل تشكيلة واسعة من المقاتلات والطائرات الاستطلاعية والدبابات، إضافة إلى كميات ضخمة من العتاد الثقيل والآليات القتالية، وهو ما دفع خبراء عسكريين إلى تصنيفها كأضخم مخزون استراتيجي أميركي خارج الأراضي الأميركية.
توزعت بوابات القاعدة إلى أربع نقاط عبور، تضم بوابة رئيسية وأخرى مخصصة لتنقلات الجنود، بينما تستخدم البوابتان المتبقيتان بشكل محدود، وتخضع جميعها لحماية أمنية مشددة، كما استحدث الجيش الأميركي شبكة ملاجئ للطائرات بخصائص إنشائية يصعب رصدها جوًا، حيث بُنيت هذه الملاجئ تحت الأرض على أكثر من مستوى، وتُعد من المرافق المحصنة ضد القصف المباشر.
تتسع الملاجئ الرئيسية داخل القاعدة لما بين عشرين وأربعين طائرة حربية، حسب حجم الطائرات ونوعها، وتصل مساحة الواحد منها إلى نحو 76 ألف قدم مربعة، مع وجود أربع بوابات خاصة بكل ملجأ، بينما تسمح الملاجئ الثانوية بتخزين الطائرات الجاهزة للإقلاع، إذ تتسع كل منها لما يعادل ست طائرات أو أكثر.
في الجهة الغربية من القاعدة، تنتشر منشآت تخزين الذخائر، والتي تُعد الأكبر من نوعها بالنسبة للجيش الأميركي خارج الولايات المتحدة، وتقع هذه المستودعات تحت مستوى سطح الأرض وتخضع لحماية محصنة، دون أن تكشف الجهات الرسمية عن طبيعة الأسلحة أو الذخائر المخزنة بداخلها.
يعتمد النظام الدفاعي الخارجي للقاعدة على منظومة رادار تغطي المجال الجوي لدولة قطر بالكامل، ويمتد نطاقها ليشمل أجزاء من البحرين وبعض المناطق الشرقية من السعودية، حيث يُصمم هذا النظام لإطلاق سحب تشويشية دفاعية ضد الصواريخ والطائرات المعادية، ضمن خطة وقائية ضد الهجمات الجوية المفاجئة.
في وقت سابق من هذا العام، كشفت مصادر صحفية أن واشنطن وقعت اتفاقًا مع الدوحة لتمديد بقاء القوات الأميركية في قاعدة العديد لعشر سنوات إضافية، وأظهرت بيانات البنتاغون أن عدد المنشآت والمباني داخل القاعدة يتراوح ما بين 500 و600 مرفق خلال الفترة ما بين 2022 و2024.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء القطري في تصريحات متلفزة خلال أكتوبر 2024 أن بلاده ترفض استخدام قاعدة العديد كمنصة لانطلاق هجمات عسكرية ضد دول في المنطقة أو خارجها، مشيرًا إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة يرتكز على شراكة استراتيجية قائمة على احترام السيادة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
تستمر القوات الأميركية المنتشرة داخل القاعدة، والتي يبلغ عدد أفرادها نحو 8 آلاف جندي وفقًا لآخر البيانات المتاحة، في أداء مهامها ضمن إطار القيادة المركزية الأميركية، التي تتخذ من العديد مقرًا أماميًا لها، إلى جانب مقر القيادة الوسطى لسلاح الجو الأميركي، في وقت تترقب فيه المنطقة تداعيات الضربة الإيرانية وتطورات المشهد العسكري في الأيام المقبلة.