• الرئيسية
• الرياضة

دخل اسم السويسري أورس فيشر، المدير الفني السابق ليونيون برلين الألماني، دائرة المرشحين لتدريب الأهلي المصري في المرحلة المقبلة، بعدما قررت إدارة القلعة الحمراء إنهاء التعاقد مع الإسباني خوسيه ريبيرو بسبب تراجع النتائج وعدم استقرار الأداء، ويأتي المدرب السويسري في مقدمة الملفات المطروحة لما يحمله من خبرة أوروبية واسعة ونجاحات بارزة مع فريق العاصمة الألمانية.

إدارة الأهلي تدرس عدة أسماء في الوقت الحالي، إلا أن فيشر يبرز كخيار مفضل، خصوصاً بعد التجربة التاريخية التي قاد خلالها يونيون برلين من الدرجة الثانية إلى دوري أبطال أوروبا، ورغم الاهتمام الواضح من جانب الإدارة المصرية، فقد وضع المدرب السويسري شرطاً أساسياً للقبول بالمهمة، وهو وجود مشروع واضح طويل الأمد يسمح له بالعمل بخطة متكاملة تشبه التجربة التي عاشها في ألمانيا بين 2018 و2023.

ولد أورس فيشر في 20 فبراير 1966، وخاض مسيرة كلاعب امتدت لأكثر من 500 مباراة مع زيورخ وسانت غالن، وتقلد شارة القيادة في الناديين، كما لعب في مركز قلب الدفاع وأحياناً في الوسط، ونجح في التتويج بكأس سويسرا عام 2000 مع زيورخ، وهو إنجاز أعادت ابنته ريانة تكراره بعد نحو عقدين مع فريق زيورخ للسيدات، فيما ارتدى قميص منتخب بلاده في أربع مباريات دولية.

بعد اعتزاله اللعب في 2003، بدأ مسيرته التدريبية عبر فرق الناشئين في زيورخ قبل أن يتدرج سريعاً حتى تولى قيادة الفريق الأول عام 2010 وقاده لاحتلال وصافة الدوري، ثم انتقل إلى نادي ثون ليحقق معه إنجازاً تاريخياً بالوصول إلى دور المجموعات في الدوري الأوروبي للمرة الأولى، ما أهّله لنيل جائزة أفضل مدرب في سويسرا عام 2014، وبعدها تعاقد مع بازل في 2015 ليقوده إلى ثنائية الدوري والكأس مرتين متتاليتين ويشارك في دوري أبطال أوروبا حتى رحيله في 2017.

تجربته الأبرز جاءت مع يونيون برلين الذي تسلم تدريبه في 2018 وهو في الدرجة الثانية، ليصعد به في موسمه الأول إلى البوندسليغا بعد تخطي شتوتغارت في الملحق، ولم يكتف بالإنجاز بل حافظ على مكانة الفريق في الدوري الممتاز وصنع معه طفرة لافتة، إذ تمكن من إسقاط فرق كبيرة مثل بوروسيا دورتموند وقاده للمشاركة في البطولات الأوروبية وصولاً إلى التأهل التاريخي لدوري أبطال أوروبا في موسم 2023-2024، وهو ما وصفه حينها بثمرة الشجاعة والثقة بالنفس.

عرف فيشر بقدرته على خلق أجواء عائلية داخل الفرق التي قادها، حيث وصفه القائد كريستوفر تريمل بأنه مدرب يلتقط التفاصيل مبكراً داخل وخارج الملعب، بينما اعتبر المهاجم النيجيري تايوو آوونيي أنه بمثابة أب روحي ساعده على التأقلم والتطور في ألمانيا، كما اشتهر المدرب بتمسكه بالهدوء في أوقات الأزمات وهو ما عزز شعبيته لدى الجماهير التي خصصت له تكريماً غير معتاد حين أطلقت حديقة حيوانات برلين اسمه على أحد حيوانات الباندا الحمراء.

ويعترف فيشر بأن لوسيان فافر، المدرب السويسري المعروف، ترك أثراً كبيراً على فلسفته التدريبية عندما عمل تحت قيادته في زيورخ تحت 21 عاماً، موضحاً أنه تعلم منه الهوس بالتفاصيل والالتزام الصارم بالتدريب والتحضير، وهي سمات انعكست بوضوح على مسيرته لاحقاً.

ومع بداية موسم 2023-2024 تعرض يونيون برلين لسلسلة من النتائج السلبية امتدت 14 مباراة دون فوز، ما دفع الطرفين للاتفاق على إنهاء العقد بالتراضي في نوفمبر الماضي، غير أن إنجازاته الاستثنائية ظلت حاضرة ونال على إثرها جائزة أفضل مدرب في ألمانيا لعام 2023 تقديراً لعمله الكبير مع النادي.

اليوم يجد الأهلي نفسه أمام فرصة التعاقد مع مدرب صنع ثورة حقيقية في برلين، في وقت تبحث فيه الإدارة عن مشروع طويل الأمد يعيد للفريق هيبته على المستويين المحلي والقاري، ومع توافق الشرط الذي وضعه فيشر مع تطلعات الجماهير الحمراء، يبقى السؤال مطروحاً حول إمكانية أن يشهد ملعب التتش بداية فصل جديد بين المدرب السويسري والعملاق المصري.