الصباح العربي
السبت، 27 أبريل 2024 01:58 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

خبراء يحذرون من تداعيات لعنة تقسيم اليمن على الوطن العربي

الصباح العربي

"تقسيم اليمن" اصطلاح لاح في الأفق العربي منذ اللحظة الأولي التي أعلنت الرياض  استعداداتها القتالية نحو اليمن فيما أطلق عليها بـ"عاصفة الحزم" ، عقب انتهاء ما أطلق عليه "مؤتمر الحوار" الذي شهد خلافات حادة في جلسته الختامية ، بسبب التصويت على  وثيقة تقسيم اليمن إلى أقاليم مطلع عام 2014 حيث رفضها الحوثيون لاختلافهم على طريقة التقسيم وليس رفضا للفكرة .

اليمن والمجهول 

ومع تصعيد حدة الصراعات والاشتباكات بين القوى والفصائل بات مصير اليمن يسير نحو المجهول لاسيما احتدام الصراع علي السلطة بين الجنوبيين والرئيس عبدربه منصور هادئ ، الأمر الذي أعلن على إثره القيادي في الحراك الجنوبي ، ومحافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي  تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شئون الجنوب ، الأمر الذي لقي استنكارًا من قبل الحكومة اليمنية في بيان أعربت فيه عن رفضها القاطع للإقدام علي مثل هذه الخطوة التي أعتبرها البعض دليل علي فشل قوى "التحالف العربي" في أداء مهمته في المحافظة علي وحدة اليمن وإنهاء الحروب الداخلية .

 

الأمل البعيد

ومما لاشك فيه أن مستقبل وأحلام اليمنيين في العبور باليمن لعهد جديد بات أملا بعيد المنال بداية من إقصاء الرئيس السابق على عبد الله صالح ٢٠١١ وفقا للمبادرة الخليجية بين القوى السياسية اليمنية من ناحية ، وتمدد الحوثيين وانتشارهم شرقا وغربا فى الجغرافيا اليمنية  وصولا إلى حصار صنعاء والسيطرة عليها  دون صعوبة او مقاومة من ناحية أخرى .

 

الحل السياسي

وبين شد وجذب..توقفت"عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن لإعادة فتح طريق المفاوضات والحل السياسي عن طريق إطلاق عملية "عودة الأمل"، لاسيما بعد أن وجد قادة التحالف أن دعم وتدريب المقاومة الشعبية اليمنية بعد بزوغ نجمها في الفترة الأخيرة وظهور تأثيرها على الأرض، حيث أعلنوا أن التحالف سيقوم بدعم المقاومة الشعبية اليمنية بأحدث الأسلحة والعتاد التي تضاهي تسليح الحوثيين في اليمن.

 

تقسيم اليمن

ولم تأتِ ثمار المفاوضات والمعارك والاشتباكات بين كافة القوى اليمنية جاءت فكرة "تقسيم اليمن " إلي ستة أقاليم وفقا لما انتهت إليه لجنة تحديد الأقاليم المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني باليمن لتعد تلك التجربة الفيدرالية التي تحكم بها إمبراطوريات كبرى وفقا لمخطط إعادة تقسيم الشرق الأوسط الجديد الذي كشفت عنه الدولة الأوروبية قبل اندلاع الربيع العربي الذي اجتاح الوطن العربي .

قضية الجنوب

قال الخبير في الشأن اليمني بمركز الأهرام الاستراتيجي الدكتور معتز سلامة ، إن محاولة تقسيم اليمن لـ 6 أقاليم وأن تكون قيد الحكم الفيدرالي هي الصيغة المثلى للإبقاء على اليمن كدولة لها ملامح خاصة ، لافتاً أن دولة مثل اليمن غارقة في مشاكل عديدة جعلت أهلها يفكرون في هذا التقسيم نافيا تماما علاقة هذا التقسيم بمخطط تقسيم الشرق الأوسط الجديد .

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن الهدف من عملية التقسيم هو "إغراق قضية الجنوب في قضايا اليمن الأكبر" بالإضافة إلى حل المشاكل الأخرى.

 

القوى الوطنية

ومن جانبه ، أوضح رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور محمد سعيد إدريس ، أن قرار تقسيم اليمن إلي فيدرالية من 6 أقاليم كان صعبا  ، مشيراً إلى أن هذا الحدث تم بكامل إرادة اليمنيين وبوجود كافة التيارات الوطنية اليمنية، مؤكدا أن اختيارين كانوا أمام اليمنيين لم يكن لهما ثالث وهم إما الحرب الأهلية التي كانت علي الأبواب، أو التقسيم، وهو الخيار الذي اتفقت عليه كل القوي الوطنية بالشارع اليمني.

وشدد "إدريس"، علي ضرورة حفاظ مصر علي دول الجوار "السودان وسوريا وليبيا  ، لأن تقسيم هذه الدول الذي بدأت بوادره تظهر بالفعل وخطرها، بدأ ينتشر لبقية الدول الأخرى  مؤكدا أن خريطة المغرب العربي أصبحت اخطر ما يكون ومعرضة للتقسيم بأكملها ، لافتاً إلي أن أمريكا أصبحت تتجه الآن إلي الدول الصغيرة مثل قطر والكويت، وذلك عندما وجدوا تمردا معنويا لدي السعوديين، وما خرجت به أمريكا من هذا الدرس خاصة بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، أن تعتمد علي الدول الصغيرة، وهو ما أثبتته قطر أنها علي أتم الاستعداد لتنفيذ المشروع الأمريكي.

الطريقة الصهيونية

وأضاف الخبير الاستراتيجي ، أن بدأت قطر علي الطريقة الصهيونية منسجمة مع الدور الأمريكي والدور الإسرائيلي الداعم لعملية التقسيم هذه، مؤكدا أن إسرائيل لديها خطة تريد تنفيذها وهي توطين الفلسطينيين جزء منهم في الأردن والجزء الآخر في سيناء ، مشيرا إلي أن حلم قطر الآن هو أن تكون إسرائيل الثانية في سيطرتها ودورها في المنطقة وذلك من خلال تنفيذ مخطط تقسيم اليمن إلي أقاليم هم أمريكا وإسرائيل من الخارج والحوثيون والحراك الجنوبي الداخلي .

الحكم الفيدرالي

وبدوره ، أكد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة ، أن نظام الحكم الفيدرالي الذي سيطبق في اليمن  بعد تقسيمه إلى 6 أقاليم سيفشل تمامًا، مشيرًا إلى أن عملية التقسيم المقصود بها التفتيت فقط ، لافتاً إلى أن اليمن مملوء بالصراعات القبلية  بين الشمال والجنوب وهو ما يؤكد عدم استقرار الوضع قبل التقسيم . وهو ما يحذر أن المؤامرة ستظل مستمرة ولن ييأس الأمريكان وعملاؤهم من أجل تقسيم مصر أو على الأقل إشعال الحرب الأهلية بها لتظل غير مستقرة، لافتًا إلى أن هذه المؤامرة ستتخذ أشكالاً أخرى يجب التيقظ لها، لأن هذا في النهاية يصب في صالح إسرائيل.

المجلس الانتقالي

وكانت اللجنة اليمنية السعودية الإماراتية العليا ، عقدت اجتماعا برئاسة نائب رئيس الجمهورية اليمنية "علي محسن الأحمر" لتقييم الأحداث الأخيرة وما شهدته عدن من تشكيل "المجلس الانتقالي" ، وما ترتب عليه ، دعوة رئيس الحكومة اليمنية " أحمد عبيد بن دغر" لدول التحالف العربي للتحرك ضد هذا المجلس والسيطرة عليه.

وبناء عليه استدعت السعودية محافظ عدن المقال "عيدروس الزبيدي" ، الذي أعلن تشكيل مجلس انتقالي ، كما استدعت وزير الدولة المقال هاني بن بريك ، اللذان وصلا مع عدد من قيادات الحراك الجنوبي في المجلس إلى العاصمة السعودية الرياض أمس على متن طائرة سعودية قادمة من عدن.

 كما أعلن مجلس التعاون الخليجي نبذه دعوات الانفصال خلال اجتماع اللجنة الثلاثية ، ومجلس التعاون الخليجي أعلن عن رفضه الصريح لتشكيل محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ، ما يسمى بـ"مجلس الحكم الانتقالي" لإدارة المحافظات الجنوبية بمشاركة 26 شخصية.

 

 

 

اليمن لعنة التقسيم الخبراء الدولة الانفصال الشمال الجنوب

تحقيقات وتقارير

click here click here click here altreeq altreeq