قال رئيس بنك التنمية الإفريقي اكينومى أديسينا اليوم الأربعاء إن سوء التغذية يكلف القارة الإفريقية ضريبة باهظة لا يمكن تجاهلها، مشيرا إلى أن عدد الأطفال الذين أصيبوا بالفعل بالتقزم نتيجة سوء التغذية بلغ 58 مليون طفل ويتسببون في خسائر لاقتصاديات القارة تبلغ 25 مليار دولار سنويا.
وقال أديسينا خلال اجتماع حول "تنمية البنية التحتية في إفريقيا من أجل التعامل مع تحديات التغذية في إفريقيا" والذي عقد اليوم الأربعاء على هامش الاجتماع السنوي لمجموعة بنك التنمية الإفريقي بمدينة أحمد أباد بالهند، "لدينا بالفعل في إفريقيا أكثر من 280 مليون شخص يعانون من سوء التغذية ومن المؤسف أن نرى أن عدد الأطفال الذين أصيبوا بالتقزم بالفعل يبلغ عددهم 58 مليونا وهو أمر يحير العقل".
وأضاف أن "الزعماء الافريقيين يجب أن يدركوا انه استمرت القارة في أن يصاب أطفالها بالتقزم اليوم، سيكون اقتصادها متقزما في الغد".
وأشار الى أهمية احداث تغيير في النهج المتعلق بكيفية التعامل مع تحديات التغذية في القارة التي تنطوي على عواقب اقتصادية ضخمة في المستقبل.
وأضاف "يمكننا أن نصلح جسرا ونعرف كيف نتعامل معه، ويمكننا أن نصلح ميناء ونعرف كيف يتم ذلك ويمكننا اصلاح خط للسكك الحديدية ونعرف ذلك، ولكن لا يمكننا معالجة خلايا المخ التي ذهبت، بسبب سوء التغذية، وهذا يفسر سبب احتياجنا لتغيير نهجنا في التعامل مع مسألة التغذية في إفريقيا".
ودعا دول إفريقيا للتعجيل بجهود تنمية الزراعة وإطلاق إمكانياتها الزراعية بشكل كامل حيث يتعين على إفريقيا أن تطعم نفسها ومن داخلها، مضيفا أن فاتورة استيراد إفريقيا من الأغذية تبلغ 35 مليار دولار سنويا ويتوقع أن تصل إلى 110 ملايين دولار سنويا بحلول 2025، وهذا يمثل عائقا سلبيا على الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي بالقارة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الهند تعد نموذجا في هذا المجال حيث حولتها "الثورة الخضراء" من دولة معتمدة على الآخرين إلى دولة مكتفية ذاتيا من الطعام بل أصبحت تصدر فائض إنتاجها الزراعي واستغرق ذلك ثلاث سنوات فقط لتحقيق هذا الهدف من خلال التصميم والإرادة السياسية.
وقال إن إفريقيا تملك 65٪ من الأراضي الصالحة للزراعة غير المزروعة في العالم وهي تكفي لإطعام 9 مليارات شخص بحلول عام 2050، ويتعين استغلال هذه الميزة الطبيعية لإفريقيا في الزراعة وتسريع الحصول على البذور عالية الجودة والأسمدة والري والخدمات الميكانيكية والتمويل.