احتضنت فلسطين ابنها النجم الشاب "محمد عساف" في واحدة من أنجح حفلات الموسم الصيفي للعام، و بحضور الآلاف، و من شمال رام الله كانت أكبر تظاهرة احتفالًا بالحياة، و على وقع النغم الفلسطيني الأصيل.

بداية مع تحضيرات محبوب العرب التي جرت على قدم وساق، من أجل اللقاء مع أهله، و محبيه على مدرج روابي الخارجي مساء الثامن من سبتمبر الجاري، ليستقبله أكثر من 15 ألف متفرج، في تظاهرة عشق للابن الخلوق، راقي الحضور، متألق الصوت.

و كان عساف عند العهد، فالابن الذي يُحافظ على تواضعه، بالرغم من وصوله إلى شهرة عربية واسعة، و يطرق أبواب العالمية بثبات، ليكون عند حسن ظن الآلاف الذين انتظروه خصيصًا للاحتفال على وقع أجمل أعماله الغنائية، و تجديد عهود هواه مع أبرز الأغنيات التراثية الخالدة، التي تعكس الفخر بهويتهم، و نضالهم من الاستمتاع بأدق تفاصيل الحياة، و الأمل الذي يتنفسه شعب بأكمله.

كما حرص عساف على تقديم الشكر لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، عقب تكريمه من قبل الرئيس التنفيذي لها السيد عمّار العكر، مبديًا امتنانه لمدينة روابي لإتاحة الفرص أمام الجماهير الفلسطينية للمشاركة بالحفلات الفنية.

يُشار إلى أن أحدث أعمال عساف الغنائية كان كليب "راني" مع الشاب فُضيل و الذي تم تصويره بالمملكة المغربية، و نجحت الأغنية في تحقيق ملايين المشاهدات فور إصدارها ضمن ألبومه الثاني الذي حمل عنوان "ما وحشناك"، مُحافظًا على تواجده ضمن قائمة الأكثر مبيعًا في مصر، و العديد من دول العالم العربي.

ربما حفلاته في كل أنحاء العالم العربي، بلاد الاغتراب، و فلسطين على وجه الخصوص، تعكس أهمية الفن الراقي حيث يتم استقباله بنجاح منقطع النظير من قبل الآلاف من الجماهير الذوّاقة، بل إنها بالأحرى تؤكد على نجومية استثنائية ناتجة عن عمل دؤوب، لفنان شاب يتمسك ببناء الأسس الصحيحة لمحبته الجماهيرية، رافعًا كوفية بلاده بيد، و بالأخرى غصنًا من الزيتون، يُحلق مُغرّدًا بموهبته الساحرة ليفتن المسامع، يبهر الأعين، يأسر القلوب، ولكنه في المقام الأول يحصل على الاحترام والتقدير طواعية من قِبل الملايين التي تتطلع إليه.