وسط الانتهاكات الدولية والجرائم الإنسانية تحل ذكرى اليوم العالمي للطفل في مثل هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1954، لإرساء كافة الحقوق والواجبات الأساسية للطفل ولكن دوام الحال من المحال! فقط باتت الطفولة شريدة الصراعات والحروب التي يتجرع أطفال العالم ويلاتها في غياب القانون والحقوق الدولية التي تدين تلك الجرائم التي تهدد مصير الطفل وتقوده إلي مستقبل أكثر ظلاما.

ومن جانبه ، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ بداية العام الحالي 1150 طفلا، مشيرا إلى أنها مازالت تحتجز حوالي 300 طفل منهم في سجونها.

وأوضح بيان أصدره نادى الأسير بمناسبة يوم الطفل العالمي- الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام- أن سلطات الاحتلال تنفذ العديد من الانتهاكات بحق الأسرى الأطفال منذ لحظة إلقاء القبض عليهم بدءا من الطريقة الوحشية التي يتم اقتيادهم بها من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل.

وفند البيان الانتهاكات، التي يوثقها المحامون بالجرائم، ومنها إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر ومتعمد خلال عمليات الاعتقال ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف وإبقائهم دون طعام أو شراب وضربهم بشكل مبرح وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة لهم وتهديدهم وترهيبهم وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد وإصدار الأحكام غيابيا، إضافة إلى فرض أحكام وغرامات مالية عالية.

7000 طفل أسير

من جهته، أعلن رئيس نادي الأسير قدورة فارس، في بيان، أن إسرائيل اعتقلت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000 ما لا يقل عن 7000 طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما، مشيرا إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال اجتازوا سن الـ18 وما زالوا في الأسر؛ موضحا أنه منذ انطلاق الهبة الشعبية في عام 2015 ارتفع عدد الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى أعلى مستوى له منذ 8 سنوات ووصل إلى أكثر من 400 طفل في بعض الأشهر.

وجدد نادي الأسير مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية ببذل جهود أكبر لحماية الأطفال الفلسطينيين، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، خاصة أن الأسرى الأطفال يتعرضون لأساليب تعذيب مهينة ومنافية لاتفاقية حقوق الطفل ويتم وضعهم في مراكز اعتقال ومعتقلات تفتقر لأدنى المقومات الإنسانية.

الترابط الدولي

وفي إطار حرص مصر على إرساء حقوق الإنسان ، فقد حرصت وزارة الخارجية المصرية، على الاحتفال باليوم العالمى للطفل، والذى يوافق اليوم 20 نوفمبر من كل عام، وفقا لتوصية منظمة الأمم المتحدة عام 1954 بإقامة يوم عالمى للطفل فى جميع دول العالم، من أجل تعزيز الترابط الدولى.

وكتب المتحدث الرسمى بأسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "أطفال اليوم شباب الغد وقادة المستقبل.....فلنحسن تعليمهم وتنمية قدراتهم....ولنسلحهم بوسائل العصر للمساهمة في بناء مصرنا الحديثة #اليوم_العالمي_للاطفال".

وشددت الخارجية المصرية على ضرورة تنمية قدرات الأطفال وحسن تعليمهم فى اليوم العالمي للطفل  .

الطفولة والفقر

ومن ناحيتها ، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) خلال التقرير الصادر اليوم الاثنين الموافق اليوم العالمي للطفل ، أن 180 مليون طفل بـ37 دولة يعيشون في فقر شديد، وقد لا يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة، أو يموتون في حروب ونزاعات.

وأضاف التقرير أن أغلب الأطفال يعانون هذا الوضع منذ 20 سنة، بسبب الحروب والنزاعات، مما أدى إلى تراجع جودة الحياة بالنسبة لطفل واحد من بين 12 طفلا البالغ عددهم 2.2 مليار طفل في العالم.

وأبرزت المنظمة أنه تم في أكثر من 14 دولة، من بينها الكاميرون وزامبيا وزيمبابوي، تسجيل ارتفاع في عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 1.90 دولار يوميا، وانخفض عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية في 21 دولة، منها سوريا وتنزانيا.

وارتفعت نسبة الأطفال أقل من 19 سنة الذين يلقون حتفهم في أحداث عنيفة في الدول التي تشهد صراعات كبيرة، وتم تسجيل أكبر تراجع في جنوب السودان، التي تعاني من حرب أهلية دموية، حيث يعتبر الأطفال في وضع أسوأ مقارنة بالجيل السابق.

ويأتي إصدار التقرير بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، وهو اليوم الذي تبنت فيه الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989.