رصاص على خبز غزة: استهداف الاحتلال للمدنيين من موقع توزيع المساعدات في رفح

في تطوّر خطير، أقرّ الجيش الإسرائيلي اليوم بإطلاق النار على مدنيين فلسطينيين كانوا بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، بدعوى أنهم اقتربوا من منطقة خارج المسار المصرّح به.
ووفقًا لبيان رسمي، تم إطلاق طلقات تحذيرية، تبعها إطلاق نار مباشر تجاه من وُصفوا بـ"المشتبه بهم" بعد اقترابهم من القوات، حسبما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
رغم النفي الإسرائيلي الأولي، أفاد مسؤولون طبيون في غزة بسقوط عشرات الجرحى بطلقات نارية خارج مراكز التوزيع، كما أن المتحدث العسكري دانيال هاجاري أنكر استهداف المدنيين، واعتبر الأنباء المتداولة "دعاية حماسية"، إلا أن تزايد الضغط الإعلامي والتقارير الصحية دفع الجيش لاحقًا للاعتراف بإطلاق النار مباشرة على بعض الفلسطينيين.
التقرير الإسرائيلي أشار إلى أن حالة الجوع دفعت السكان لنهب الشاحنات قبل وصولها للنقاط الرسمية، وهو ما جعلهم يرفضون المغادرة رغم التهديد باستخدام القوة.
هذا التصعيد قوبل بتحذير أممي؛ حيث وصفت سيندي ماكين، رئيسة برنامج الأغذية العالمي، الوضع في غزة بأنه "مأساوي"، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر لتوفير الغذاء.
وفي السياق الإنساني المتدهور، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن عدد الشهداء خلال 24 ساعة بلغ 40، بينهم ضحايا تحت الأنقاض، بالإضافة إلى أكثر من 200 إصابة حرجة.
ومنذ انطلاق العدوان في أكتوبر 2023، ارتقى أكثر من أربعة وخمسين ألف شهيد، وتجاوز عدد الجرحى مئة وعشرين ألفًا، فيما سجلت الأشهر الأخيرة فقط منذ مارس وقوع أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو اثني عشر ألف جريح، في حصيلة مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية.