الخميس 12 يونيو 2025 07:07 مـ 15 ذو الحجة 1446 هـ
×

جدل واسع بعد زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون.. ومأذونة شرعية توضح الموقف القانوني

الأربعاء 11 يونيو 2025 04:21 مـ 14 ذو الحجة 1446 هـ
عريس متلازمة داون
عريس متلازمة داون

أثار مقطع فيديو لم تتجاوز مدته 27 ثانية جدلًا واسعًا على موقع "فيسبوك" بعدما ظهرت فيه فتاة تجلس صامتة إلى جوار عريسها، المصاب بمتلازمة داون، خلال حفل زفاف أُقيم في مدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية.

الفيديو الذي انتشر بشكل سريع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي أثار العديد من التساؤلات حول مدى قانونية هذا الزواج، وصحة عقد القران من الناحية الشرعية والقانونية.

وفي هذا السياق، علقت أمل سليمان، أول مأذونة شرعية في مصر، موضحة أن القاضي الشرعي هو الجهة المخولة باتخاذ القرار بشأن زواج مرضى متلازمة داون.

وأضافت أن الحكم في هذه الحالات يبنى على تقدير القاضي لما إذا كان الشخص مؤهلاً للزواج من عدمه، وفي حال عدم أهليته، يكون والده أو الوصي عليه هو المسؤول، بموجب تصريح رسمي صادر من المحكمة.

وأشارت، إلى أنها واجهت موقفًا مشابهًا قبل نحو عشر سنوات عندما عرض عليها عقد قران لمريض يعاني من متلازمة داون، لكنها رفضت تمامًا إتمام العقد بسبب عدم أهلية العريس القانونية.

وأكدت أن إقدام المأذون على توثيق عقد زواج لمريض بهذه الحالة دون إذن قضائي يعد مخالفة صريحة، ويعرضه للمساءلة القانونية، كما أن العقد يعتبر فاسدًا من الناحية الشرعية.

وأضافت أن بعض من ترفض حالتهم من قبل المأذونين قد يلجؤون لعقود زواج عرفية تبرم عن طريق محامين، وهو ما يثير إشكاليات قانونية لاحقة.

ومن جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من الشروط الأساسية لصحة عقد الزواج أن يكون الطرفان كاملي الأهلية، مشيرة إلى أن الأهلية تسقط عند وجود عارض كالعته أو الجنون، ما يجعل عقد الزواج غير صحيح إذا تم دون ولي شرعي. وأكدت أن النكاح يعد من التصرفات التي تتطلب قصدًا سليمًا، وهو ما لا يتحقق في غياب العقل.

ونقلًا عن الكاساني، أحد أعلام الفقه الحنفي، فإن الزواج لا ينعقد في حالة الشخص المجنون أو الصبي غير المدرك، لأن العقل شرط أساسي في صحة التصرفات الشرعية، ومنها النكاح.

وبالنسبة لمسألة إنجاب الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية، أشارت الإفتاء إلى أن هذا الأمر يخضع لتقدير الخبراء والمتخصصين في كل حالة على حدة، وذلك لتحديد ما إذا كان من المصلحة الإنجاب أو تأخيره أو حتى منعه، حسب قدرة الشخص على تحمل مسؤولية تربية الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية.