الأربعاء 18 يونيو 2025 01:13 مـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
×

مع اقتراب الحرب النووية.. كيف يضرب التلوث الإشعاعي أعماق التربة والإنسان دون سابق إنذار؟

الأربعاء 18 يونيو 2025 11:10 صـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
التلوث الاشعاعي
التلوث الاشعاعي

يعتبر التلوث الإشعاعي من أنواع التلوث البيئي الخطيرة، وذلك لأن له تأثيرات طويلة الأمد وعميقة على الإنسان والكائنات الحية، والبيئة بشكل عام، وهذا النوع من التلوث يحدث بسبب تسرب مواد مشعة إلى الماء أو التربة أو الهواء، سواء بفعل الحوادث النووية، أو النفايات المشعة غير المعالجة، أو حتى عن طريق الاستخدام غير الآمن للمصادر الإشعاعية في المجالات الطبية والصناعية.

وتأتي خطورة التلوث الإشعاعي في أن الإشعاع لا يمكن رؤيته أو شمه أو لمسه، وهذا يجعله صامتا وخفيا، إلا أنه قادر على التسبب في تلف الخلايا الحية، وقد يتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة مثل التشوهات الخلقية وضعف المناعة والسرطان، ومن الممكن أن يمتد أثره على مر الأجيال.

ومن أهم الأمثلة التاريخية على الكوارث التي تنتج عن التلوث الإشعاعي حادثة تشيرنوبيل بأوكرانيا عام 1986، والتي تسببت في تشريد الآلاف من السكان، وإصابة آلاف آخرين بأمراض مزمنة، بجانب تأثيرها ذي الأمد الطويل على الغابات والمياه الجوفية والحياة البرية.

وللحد من آثار التلوث الإشعاعي، تتخذ الكثير من الإجراءات، من أهمها إنشاء مناطق عازلة حول المنشآت النووية، وفرض رقابة صارمة وشديدة على النفايات المشعة، والتأكد من دفنها بطريقة عميقة وآمنة تمنع تسرب الإشعاع إلى البيئة المحيطة.

كما يُعد الكشف المبكر عن التسربات الإشعاعية أحد الأمور الحاسمة، ويتم هذا عن طريق استخدام أجهزة متخصصة تعمل على رصد مستويات الإشعاع بصورة دقيقة، كما يلزم العاملين في بيئة مشعة بارتداء ملابس واقية والخضوع لفحوصات دورية، وتدريبات على إجراءات الطوارئ.

كما يُنصح السكان المقيمون في مناطق قريبة من مصادر إشعاعية بالحفاظ على وعي مستمر بمخاطر الإشعاع، والالتزام بالإرشادات الحكومية، مثل تجنب استهلاك مياه أو أطعمة ملوثة، والبقاء في مكان مغلق في حال حدوث تسرب إشعاعي.

يبقى التحدي الأكبر هو في التعامل مع النفايات المشعة الناتجة عن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، حيث تحتاج إلى مئات أو آلاف السنين لتفقد خطورتها؛ لذلك تُعد التكنولوجيا الحديثة وتطوير وسائل أكثر أمانًا للتخزين والمعالجة من الأولويات في الأبحاث البيئية.