الصباح العربي
الجمعة، 26 أبريل 2024 06:06 مـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

إسلام كمال الدين يكتب..الواحات..حتى لا تصبح سيناء أخرى

الصباح العربي

يوميا نطالع الأخبار على أحداث إرهابية في سيناء - إعتدنا عليها للأسف - ، واعتدنا  توترا أمنيا وقتل ودمار بسبب الإرهاب.. ونزفت سيناء وما زالت تنزف، وخلفت جرحا غائرا في قلب كل مصري ، فهي عضو في الجسد يشتكي ويتألم.

آلام سيناء ليست الإرهاب فقط، فلطالما عانت وعانى أهلها من الإهمال والفقر والتهميش والأكثر من ذلك التشويه والتخوين والاتهامات الباطلة بالعمالة والخيانة، فوسائل إعلام شتى وخبراء مدعون ووسائل تواصل اجتماعي تشن حربا بلا هوادة بقصد وبلا قصد على المواطنين المصريين في سيناء، فلم يكفيهم ما يعانوه ولا ما يواجهونه كل لحظة ووقوفهم إلى جانب الوطن، فغيرهم كان سيترك الأرض ويذهب إلى حيث الأمان والاستقرار.

لكنهم تحملو الجراح وظلو صامدين في انتظار الرحمة الالهية يساندون وطنهم، وها هي جراحهم تنتقل في جسد الوطن إلى البر الآخر ، وينتقل الألم من الشرق إلى الغرب، حيث السيناريو يتكرر مع أهالي "الواحات البحرية" الذين يعانون من نفس تهميش سيناء ومُرها ذاته، ثم مؤخرا نفس الألم ليفاجئو أنهم سيواجهون التشويه والتضليل، وخصوصا بعد الحادث الأليم الذي وقع في طريق القاهرة – الواحات ، لتتبارى وسائل الإعلام بالحديث على أنه حادث الواحات وأن الإرهابيين يختبئون فيها أو يعيشون بين ظهرانيها وأنها وكر لهم وأن هناك من يساندهم من أهلها.

وتخرج تقارير إعلامية وحديث للمدعين بأن الواحات اصبحت ملجأ للهاربين من ليبيا، وكأن الوضع هو نفسه في سيناء حيث الأنفاق والتهريب والسلاح المنتشر في كل مكان، لكن الواحات معروفة بسلمية أهلها وحسن ضيافتهم وكرمهم، آلاف السياح يفدون إليها سنويا ويعودون محملين بامتتنان كبير للأيام التي قضوها هناك

على المستوى الجغرافي ، الواحات ليست على حدود ليبيا كما هو معتقد، فهي تبعد عن القاهرة 360 كيلو فقط أي ما يقرب من مسافة 4 ساعات بالسيارة، كما أن الحادث الغاشم الذي وقع كان على بعد أكثر من 250 كيلو من الواحات، فمن أين تم الربط إذا أنه وقع هناك!

الواحات لم ينتمي أي من أبنائها لأي جماعة أو تنظيم إرهابي علي مر التاريخ ،وهذا وفقا لتصريحات الجهات الأمنية في الدولة، كما أن لهم أدوارا وطنية لا يجب أن تنسى ، والأهم من ذلك فبرغم أنها لا تلقى الاهتمام الكامل من الدولة ولا تلقى القدر الكافي من التنمية، إلا أنها تعد أحد أهم موارد تصدير التمور المصرية إلى العالم، وأحد أهم المناطق السياحية في مصر بل في المنطقة كونها تتمتع بوجود مناطق أثرية وتتمتع بالسياحة العلاجية والاستشفاء، وكذلك سياحة السفاري والصحراء، أضف إلى ذلك أنها تحتوي على واحد من اكبر احتياطيات العالم من الحديد.

ماذا سنجني إذا إذا تم تشويه مدينة متكاملة مثل الواحات تعتبر منبع خير وسط صحراء قاحلة، وإذا كانت قد شهدت أو بالقرب منها أحداث إرهابية  فهذا لا يبرر أن يتم تشويهها أو وصمها بالإرهاب أو تداول معلومات خاطئة  عنها تؤدي إلى احتقان بدلا من احتواء.

أيها السادة الإعلاميين والسياسيين والخبراء..مواجهة الإرهاب تكون بالتنمية والعلم والتكاتف والحفاظ على نسيج الوطن..طالبوا بتنمية المدن والقرى البعيدة عن العاصمة، تحدثوا عن استغلال الموارد بدلا من إهدارها، اعملوا على مبادرات تجمع نسيج الوطن الواحد، انظروا إلى أهاليكم في القرى النائية باعتبارهم  جزء من جسد الوطن، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى" إذا تداعوا لهم لا عليهم.

يا سادة..انقذو سيناء، ولا تجعلوا الواحات سيناء أخرى.

رحم الله شهداء الوطن

مقالات ورأى

click here click here click here altreeq altreeq