أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي  الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن العلاقات الكويتية المصرية تمثل نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية بين الدول. مشيرا الى الإسهام التنموي الهام الذي يقدمه أكثر من 700 ألف مواطن مصري مقيم في الكويت في مختلف قطاعات الدولة الأمر الذي أضفى مزيدا من التمازج والانصهار والتآلف بين الشعبين الشقيقين.

وأوضح الشيخ صباح الخالد علي هامش اجتماعات الدورة ال11 للجنة الكويتية - المصرية المشتركة أن هذا الأمر يحمل الجانبين مسؤولية الابقاء على هذا المستوى الرفيع من التنسيق والتواصل مشيرا  الى ان أحد أطر تلك العلاقة التي يحرص الجانبان دوما على التمسك بها هو اللجنة الكويتية - المصرية المشتركة وما تحققه من نتائج مثمرة و خير دليل على أهمية دور اللجنة يتمثل في حجم المشاركة الواسعة للقطاعات والجهات المختلفة فيها.
  واشار الى مشاركة 25 جهة اضافة الى ما تم التوقيع عليه  خلال الاجتماعات من خمس اتفاقيات وبرنامج تنفيذي ليرتفع بها مجموع الاتفاقيات والبرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم التي وقعت بين البلدين منذ عام 1963 إلى 90 اتفاقية ما يعكس مدى حرص القيادتين في البلدين الشقيقين واهتمامهما بتعزيز مسيرة الشراكة الاستراتيجية بينهما مؤكداأن الكويت ومن منطلق المصير المشترك بين البلدين الشقيقين حرصت على المساهمة في المسيرة الانمائية لمصر ومنذ انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عام 1961.
ولفت الى ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قام بدعم المشاريع في كافة القطاعات التنموية والحيوية في مصر والتي كان أولها المساهمة في تمويل مشروع تطوير قناة السويس عام 1964 وتبعها سلسلة من المساهمات في اقامة المشاريع التنموية حتى بلغت 40 مشروعا تنمويا بقيمة تجاوزت 4ر2 مليار دولار.
واشار  الى النمو المطرد على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري حيث بلغ مجمل استثمارات القطاعين العام والخاص 5ر15 مليار دولار اضافة الى عمل ما يقارب 1020 شركة كويتية في مجال التجارة والاستثمار في مصر ما انعكس بشكل ملحوظ على زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين الشقيقين وبمعدل 70 رحلة أسبوعية مشيدا  بالإسهام التنموي الهام الذي يقدمه أكثر من 700 ألف مواطن مصري مقيم في الكويت وفي مختلف قطاعات الدولة الأمر الذي أضفى مزيدا من التمازج والانصهار والتآلف بين الشعبين الشقيقين.
وقال إن استمرار دورية انعقاد أعمال اللجنة المشتركة يعكس ما يتمتع به البلدان من أواصر متينة ووشائج أخوية عميقة ترجمة لرؤى قيادتينا الحكيمتين في الدفع بأوجه التعاون الثنائي المشترك لآفاق أرحب وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا العزيزين ويخدم مصالح أمتنا العربية والاسلامية واضاف ان طبيعة «العلاقات الخاصة» بين البلدين والشعبين موضحا أنها تمثل فصولا تاريخية حافلة وحلقات متصلة ثرية قوامها العطاء المتبادل والشراكة الحقيقية والتفاهم موضحا  ان أول زيارة كويتية موثقة الى مصر كانت عام 1864 أي ما يقارب مائة عام قبل استقلال الكويت في عام 1961 ثم تلتها العديد من الزيارات سواء للنهل من العلم في الأزهر الشريف أو لغيرها من أوجه الحياة.
كما استذكر الزيارة الهامة عام 1919 لولي عهد الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح وارسال أول بعثة طلابية من الكويت الى مصر في عام 1939 وانشاء (بيت الكويت) في القاهرة عام 1945 لمتابعة شؤون الطلاب والرعايا الكويتيين مبينا  أن استمرار هذا التواصل بين الشعبين الشقيقين تأكيد على ما يربطهما من وشائج وصلات لا تنفصم وقال ان هذه العلاقة التاريخية ساهمت في مختلف أوجهها العلمية والثقافية والأدبية في اثراء وتميز شخصية المواطن الكويتي منذ بدايات القرن العشرين وعززت بشكل جلي مسيرة النهضة التنموية والحضارية واضعة دولة الكويت من خلالها في مصاف الدول الرائدة في المنطقة مؤكدا  ان ما  تحظى به مصر من مكانة راسخة لدى الشعب الكويتي لهو دليل قاطع على هذا الدور البناء الذي سيظل مغروسا في أذهان وقلوب الكويتيين جميعا 
وأعرب الشيخ صباح الخالد عن خالص التهاني والتبريكات لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على اتمام استحقاقات العملية الديموقراطية واكتمال (خارطة الطريق)  مما يؤكد اصرارا جليا وعزيمة متينة على مواجهة كافة التحديات والصعاب التي قد تقف أمام مسيرة التنمية والبناء  واشاد  بالخطاب التاريخي الذي استهل به الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح مجلس النواب الجديد بما احتواه من مضامين قيمة وتوجهات رائدة لمستقبل مصر.