بعد أيام من هجوم انتحاري أودى بحياة 44 شخصا من قوات الأمن الهندي في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، يتصاعد التوتر في تلك المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، وذلك عقب إعلان الهند إسقاط 3 طائرات باكستانية اخترقت الأجواء في الشطر الهندي من إقليم كشمير، قبل أن تعترضها مقاتلات هندية وتجبرها على العودة.

وقال مسئول هندي صباح اليوم إن "طائرات تابعة للقوات الجوية الهندية اعترضت ما لا يقل عن ثلاث طائرات حربية باكستانية بعد دخولها الجانب الهندي من منطقة كشمير، وأجبرتها على العودة". 

وأضاف أن الطائرات الباكستانية تسللت إلى قطاع بيمبر جالي — نوشيرا عند خط المراقبة، وهو خط وقف إطلاق النار الذي يعتبر الحدود الفعلية في منطقة كشمير المتنازع عليها.

من جانبه، قال متحدث عسكري باكستاني إن "القوة الجوية الباكستانية أسقطت طائرتين مقاتلتين هنديتين، إثر اختراقهما المجال الجوي في كشمير، وأسرت طيار واحد".

ويعود تاريخ النزاع الكشميري إلى أغسطس سنة 1947، بعد تقسيم الهند، وقد تنازعت الهند وباكستان حول كشمير ثلاثَ مرّات، ما يشمل الحروب الهندية الباكستانية عاميْ 1947م و1965م، وحرب كارجل كذلك عام 1999م. 

وقد تناوشت الدولتان كثيرًا حول السيطرة على نهر سياتشين الجليديّ.

وتدعى الهند أنّ ولاية جامو وكشمير كلها ملك لها، ومنذ عام 2010 تحكم هي ما يقارب 43% من المنطقة، إذ تسيطر على جامو، ووادي كشمير، ولاداخ، ونهر سياتشين الجليديّ. 

وتنازع باكستان التي تحكم حوالي 37% من جامو وكشمير، وجلجت بالتستان الهند فيما تدعي أنه ملكها، في حين تحكم الصين حاليًا منطقة ديمشوك، ووادي شاكسجام، ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند على هذه الأقاليم التي تدّعي الصين امتلاكها منذ استيلاء الصين على أكساي شن خلال الحرب الهندية الصينية عام 1962م.

وفي الوقت الراهن، يتمركز النزاع حول وادي كشمير والحكم الذاتي المحلي، فبعد الانتخابات الباكستانية عام 2008، وتفجيرات مومباى والهجوم على السفارة الهندية بلغت التوترات ذروتها، وخلال صيف عام 2010، شهدت كشمير الهندية أسوأ أعمال عنف المرتبطة بالحركة الانفصالية في غضون عامين. 

وعلى الرغم من موتِ آلاف الناس نتيجةً للاضطرابات في جامو وكشمير، إلا أنّ النزاع أصبح أقل فتكًا في السنوات الأخيرة. وقعت الحركات الاحتجاجية في كشمير وجامو لإبداء النزاعات والتظلمات في كشمير مع الحكومة الهندية، تحديدًا مع القوات الهندية المسلحة منذ عام 1989.

واعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الانتخابات القائمة في عام 2008 انتخاباتٍ عادلة وكانت نسبة التصويتِ فيها عالية رغم دعوى المقاطعة التي نادى بها المتمردون الانفصاليون.